تعرض أربعة أشخاص من مدينة يبرود، لإصابات متفاوتة قبل يومين، في انفجار لغم فردي من مخلفات المواجهة بين قوات النظام والمعارضة. حقول الألغام التي زرعتها قوات النظام و”حزب الله” باتت تحدياً كبيراً يواجه الأهالي في القلمون الغربي والشرقي وغوطة دمشق الغربية.
القلمون الغربي
مصادر محلية قالت لـ”المدن”: “منذ انتهت المعارك في يبرود ومحيطها، لم يبذل النظام جهداً لتفكيك الألغام التي زرعتها قواته ومليشيا حزب الله في نقاط تمركزها المشتركة، مع بداية تقدمها العسكري”، وأَضافت: “حينها زرعت الألغام عشوائياً لمنع المعارضة من استرجاع ما خسرته”.
مصادر “المدن” أشارت إلى أن الألغام منتشرة في المنطقة الفاصلة بين يبرود ومدينة السحل، والمنطقة الممتدة بين السحل وفليطة، ومحيط بلدة بخعة، والطرق الوعرة بين رأس المعرة وفليطة. وتلك المناطق خاضعة لسيطرة “حزب الله”.
أجزاء من سهل رنكوس وسهل عسال الورد لم تشهد أيضاً نزعاً للألغام منذ سيطرت عليهما قوات النظام ومليشيا الحزب، بالرغم من النداءات المتكررة من الأهالي والفلاحين لتفكيكها. الأهالي ابتعدوا عن المزارع التي يُشك بتواجد ألغام بها.
مصادر “المدن” أشارت إلى أن مليشيا الحزب زرعت أغلب الطرق الجبلية الوعرة والتي يمكن استخدامها للتسلل إلى لبنان، بألغام فردية. “الحزب” لم يُحذّر أهالي المنطقة، بعدم الاقتراب أو محاولة قطع الحدود، إلا بعد انفجار ألغام بشبان أثناء محاولتهم العبور إلى لبنان.
مصدر عسكري مُعارض، قال لـ”المدن”، إن الإبقاء على الألغام هو لضبط حركة التنقل في القلمون الغربي، ما يُجبر الناس على التحرك حصراً في الطرق الرئيسية التي تنتشر عليها حواجز قوات النظام. أما الألغام الموجودة في المناطق الزراعية، فإن عدم نزعها هو بمثابة انتقام من الأهالي، لأنها كانت نقاط تجمّع آمن للمعارضة قبل مهاجمة قوات النظام.
غوطة دمشق الغربية
الناشط الإعلامي علي محمد، من ريف دمشق، قال لـ”المدن”، إن الألغام الفردية في الزبداني في ريف دمشق الغربي، لا تزال منتشرة في محيط حي الشلاح وسط المدينة، ونقطتي قلعة التل وضهر البيدر.
في سرغايا وعين حور، زُرعت الألغام الموصلة إلى لبنان، غير المرصودة بالكامل من “حزب الله”. في بلدة مضايا زُرعت الألغام في محيط معسكر الطلائع وفي الموقع الذي أسسه “الحزب” وسط سهل البلدة “مرجة التل”. “الحزب” حذّر الفلاحين بعدم الاقتراب أكثر من مسافة كيلومترين من “مرجة التل”.
وأكد علي محمد، لـ”المدن”، إن المشكلة موجودة أيضاً في “ارض الضهرة” من وادي بردى، وهي تحت سيطرة “الحزب”، ويتجنب الأهالي المرور منها.
مصدر عسكري معارض، قال لـ”المدن”، إن “الحزب” يحتفظ بالألغام بمحيط مواقعه خوفاً من أي عمليات تسلل، بدوافع الانتقام من الجرائم المرتكبة في المنطقة، أو من قوات موالية للنظام تنعدم الثقة بينها وبين “الحزب”.
القلمون الشرقي
الناشط الاعلامي كرم سعد الحاج، قال لـ”المدن”، إن النظام هو المسؤول عن زرع الألغام في القلمون الشرقي، وقد زُرعت فقط لتحصين أهم المواقع العسكرية في المنطقة. ففي مدينة الضمير خط دفاعي من الألغام في محيط المطار العسكري ومستودعات الوقود الصاروخي ومساكن الضباط العسكرية و”اللواء 22″ و”فوج 16 دفاع جوي”.
وفي الرحيبة في محيط “اللواء 81 مدرعات” و”اللواء 20 كتيبة ابو سند”، وفي جيرود في محيط “مستودعات 128”. حقول الألغام حول تلك المواقع العسكرية تمتد على مسافة مئات الأمتار وتنتهي على بعد 100 متر فقط من أسوارها الخارجية، وفقاً للتحذيرات الموجهة للأهالي.
وأضاف الحاج لـ”المدن” أن الأهالي يحاولون الابتعاد قدر المستطاع عن الثكنات العسكرية في القلمون الشرقي، وعن الأماكن التي سبق واتخذتها قوات النظام كحواجز ثابتة لها أثناء سيطرة المعارضة على المنطقة، خشية وجود ألغام لم يتم تفكيكها بعد.
المصدر: المدن