أعلنت ثلاث عشائر عربية كبيرة في الرقة رفض أبنائها العمل مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الهيمنة الكردية، عقب اغتيال الشيخ بشير فيصل الهويدي أحد وجهاء عشيرة العفادلة بيت البوشعبان في الرقة بمسدس كاتم للصوت بعد خروجه من اجتماع مع قيادة “قسد”.
واعلنت العشائر الثلاث، وهي اضافة الى البوشعبان، الولدة والسبخة، مقاطعتها للعمل مع قوات سوريا الديمقراطية، وجاء في البيان الذي حصلت “القدس العربي” على نسخة منه، أن الشيخ الهويدي كان رافضا لسيطرة واحتلال قوات “بي واي دي” الكردية، وأنه قتل بعد اجتماعه مع قيادة قسد في المجلس المحلي.
ثلاث عشائر عربية في الرقة تعتبر قوات “قسد” الكردية محتلة للرقة
وشهدت جنازة تشييع الشيخ الهويدي، توترا وإطلاق نار من قبل المشيعين حزنا على فقدانه، وكان التطور الأهم هو إعلان أحد شيوخ البوشعبان، خلال التشييع، أن “كل من يعمل مع قوات سوريا الديمقراطية، مدنيا أو عسكريا، هو خائن لقبيلة البوشعبان”، وسط هتافات المشيعين الغاضبة والمنادية بالثأر، وقد أظهرت صور فيديو اطلعت عليها “القدس العربي”، هجوم عدد من المشيعين على موكب سيارات لقيادات قوات سوريا الديمقراطية، وقذفهم له بالحجارة عند مروره قرب الجنازة.
وعلى الرغم من ظهور بيان من تنظيم الدولة يدعي تبني العملية، إلا أن كثيرين شككوا بصحة البيان، الذي لم يحمل اسم ولاية الرقة كما العادة بل ولاية الشام، وتوجهت أصابع الاتهام من قبل معظم الاطراف العشائرية للقوى الكردية باغتيال الشيخ الهويدي، كونه كان من أبرز مناهضي الهيمنة الكردية على الرقة، ويقول الناشط والصحافي السوري عمر الهويدي، الذي ينتمي لمدينة الرقة ولعشيرة البوشعبان، أنه يستبعد ضلوع تنظيم الدولة بهذه العملية، لأن الهدف المرجح للتنظيم هو أحد قيادات “قسد” وليس الشيخ الهويدي.
ويضيف الناشط والصحافي عمر الهويدي في حديث لـ”القدس العربي” الشيخ بشير فيصل الهويدي له كلمته المؤثرة في الرقة، والأكراد اعتمدوا على كسب رضى عدد من شيوخ العشائر العربية عند دخولهم الرقة والتعاون معهم، وهو منهم، ولكن الشيخ الهويدي ظل ينتقد الهيمنة الكردية وقال في اجتماع قبل شهور مع قوات قسد في مدينة تل ابيض، انه يعتبر الأكراد مجرد ضيوف في الرقة، ووجّه عددا من الانتقادات لممارسات الميليشيات الكردية، وهو الامر الذي تسبب بغضب القوى الكردية”.
ولكن الهويدي يستبعد أن تتطور الامور في الرقة لـ”ثورة عشائرية” شاملة، بسبب فارق القوة العسكرية الذي يميل لصالح القوى الكردية.
وتشهد العلاقة بين المكون العربي في قسد والقيادة الكردية، توترا متصاعدا منذ هجمات تنظيم الدولة الأخيرة في ريف دير الزور، التي استعاد خلالها عددا من القرى وصولا للحدود العراقية، وقتل في هذه العملية المئات من عناصر قوات سوريا الديمقراطية من المكون العربي، مما أثار موجة اتهامات متبادلة، بين العرب والأكراد، اذ اتهم المكون العربي في قسد الأكراد بوضعهم في الصفوف الأمامية أمام تنظيم الدولة، بينما اتهم الأكراد المقاتلين العرب بعدم القتال بجدية، وأدت هذه الازمة لانسحاب قائد المجلس العسكري لدير الزور من مسؤوليته احتجاجا، قبل أن تقوم قوات التحالف بحل النزاع وإعادة القيادي العربي لموقعه، وتشير آخر الانباء أن القيادة الكردية في “قسد” كلفت قياديا كرديا في ساحة المعركة في الريف الشرقي لدير الزور، ليتولى قيادة العمليات، وسبق له قيادة الاكراد في معركة كوباني.
المصدر: القدس العربي