اتخذت الولايات المتحدة إجراءات ضد شبكة إيرانية روسية، أرسلت ملايين براميل النفط إلى سوريا، ومئات الملايين من الدولارات بصورة غير مباشرة إلى “حركة “حماس” الفلسطينية و”حزب الله” اللبناني.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن هذا الترتيب المعقد تضمن مواطناً سورياً استخدم شركته التي يقع مقرها في روسيا، لشحن نفط إيراني إلى سوريا، بمساعدة شركة مملوكة للحكومة الروسية.
وقالت وزارة الخزانة إن سفناً تنقل نفطاً إيرانياً، تغلق أجهزة الإرسال والاستقبال فيها، لإخفاء الشحنات المتجهة إلى سوريا، مضيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية وخفر السواحل الأميركي أصدرا ملحوظة إلى الأوساط الملاحية بخصوص خطر التعرض لعقوبات في حالة نقل شحنات نفط إلى الحكومة السورية.
وقال وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين، في بيان: “نتحرك اليوم ضد مخطط معقد تستخدمه إيران وروسيا لدعم نظام الأسد، ولتوفير الأموال للنشاط الإيراني الخبيث”. وأضاف: “مسؤولو البنك المركزي الإيراني مستمرون في استغلال النظام المالي العالمي”.
وقال الخبير في مجال العقوبات ريتشارد نيفيو لوكالة “رويترز”: “يفضح الترتيب جهود روسيا لدعم الأسد من أجل مصالحها مما يعمل على التصدي لرغبة الولايات المتحدة في عدم بقاء الأسد في السلطة”.
وذكرت وزارة الخزانة في بيان أن من بين المستهدفين السوري محمد عامر الشويكي، وشركته “غلوبال فيجن جروب” ومقرها روسيا. وأضافت أنهما لعبا دوراً محورياً في نقل شحنات النفط الإيراني إلى سوريا وتحويل الأموال إلى وكلاء لـ”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني.
وأضاف البيان: “من أجل مساعدة سوريا في الدفع لروسيا مقابل هذا النفط، ترسل إيران الأموال إلى روسيا من خلال الشويكي ومجموعة غلوبال فيجن غروب. ولإخفاء مشاركته في هذه المعاملات، يقوم البنك المركزي الإيراني (CBI) بدفع هذه المبالغ إلى بنك مير للأعمال باستخدام شركة تدبير كيش الطبية والصيدلانية وعلى الرغم من أن اسم شركة تدبير كيش يشير إلى أنها تعمل في مجال البضائع الإنسانية”.
وأردفت الوزارة في بيانها: “استُخدِمت الشركة مرارا لتسهيل النقل غير المشروع لدعم هذا المخطط النفطي. بعد تحويل البنك المركزي الإيراني الأموال من تدبير كيش إلى مجموعة غلوبال فيجن غروب في روسيا، حيث تقوم المجموعة بتحويل المدفوعات إلى شركة برومسيريوإميبورت المملوكة للدولة من روسيا لدفع ثمن النفط. أما بنك مير للأعمال فقد تمّ إدراجه في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224. وبنك مير عبارة عن شركة تابعة مملوكة بالكامل لبنك مللي الإيراني، والذي تم تعيينه ليكون بمثابة قناة لمدفوعات الحرس الثوري الإيراني”.
وقالت الوزارة إن من بين المستهدفين أيضاً السوري حاج عبدالناصر، واللبناني محمد قاسم البزال، والروسي أندريه دوجاييف، وإيرانيان هما رسول سجاد وحسين يعقوبي مياب، المسؤولان في البنك المركزي الإيراني، اللذان كانا يسهلان التحويلات التي يجريها الشويكي.
في موقع “الاقتصادي” الالكتروني، نجد أن محمد عامر بن محمد أكرم الشويكي، من مواليد العام 1972، هو مدير وشريك مؤسس في “شركة الرؤيا العالمية للتجارة وتطوير الأعمال” في سوريا، ويمتلك 150,000 حصة في الشركة، بنسبة 50%. وهو شريك مؤسس في “شركة تكرير”، ويملك 20 حصة فيها بنسبة 2%، ومدير عام وشريك مؤسس في “شركة جلنبو وشويكي”، وله فيها 500 حصة في الشركة، بنسبة 50%.
“العربية” قالت إن نشاطاً تجارياً مكثفاً لوحظ مؤخراً لمحمد عامر الشويكي، فقد أسس في أيلول/سبتمبر 2018، “شركة بلانتماتيك” التي تعمل في استيراد وتصدير كافة المواد، ومقرها ريف دمشق أيضاً. وكان قد أسس في أيار/مايو 2018، شركة بالاشتراك مع محمد منير جلنبو، وتدعى “شركة جلنبو وشويكي”.
وشملت العقوبات شركة “بروم سيريو إمبورت”، التابعة لوزارة الطاقة الروسية، وقالت وزارة الخزانة إنها سهلت شحنات النفط الإيراني إلى سوريا، وكذلك مصرف “مير بيزنس” وشركة “تدبير كيش” الطبية والدوائية ومقرها إيران.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن عضو مجلس الاتحاد الروسي أوليج موروزوف، قوله إن روسيا ستواصل تزويد سوريا بالنفط التزاما باتفاقها مع دمشق رغم ضغوط الولايات المتحدة. وقال: “يبدو أن الهزيمة السياسية في سوريا تدفع الولايات المتحدة إلى العودة إلى فكرة تغيير النظام في دمشق. لذلك، يصبح الضغط الاقتصادي من خلال وقف إمدادات النفط أداة للحرب الاقتصادية الجديدة مع بشار الأسد وبشكل غير مباشر مع موسكو وإيران”. ووفقا لموروزوف، فإن روسيا تتصرف وستتصرف “بشكل قانوني تماما”. وأضاف: “لدينا اتفاق مع سوريا وبالتالي فإن الامر متروك لنا لنقرر ما الذي نورده ولمن. سيكون هذا هو جوابنا، (إنه) أكثر فاعلية من العقوبات المضادة”.