مصير _ وكالات
تعمل روسيا منذ اليوم الأول للتدخل في سوريا على أخذ ثمن ما تقوم به، فاتحة بذلك الطريق أمام شركاتها لكسب ما يمكن كسبه من بلد لم تدخله شركات الاستثمار منذ سنين.
وبدأت الشركات الروسية بالاستثمار في قطاع الطاقة “النفط والغاز” مع بداية تدخلها في سوريا، وكان عملها يقتصر بشكل عام بالقرب من القواعد العسكرية الروسية والمناطق التي يتركز بها موالو الأسد في الساحل السوري.
ووقعت هذه الشركات عقودا من طرف واحد بشروط تصب في صالح الشركات المستثمرة بشكل كامل دون أي مقابل يذكر لنظام الأسد، فموسكو بذلك تأخذ حقها مقابل ما تقدمه لحمايته من السقوط ، بحسب مراقبين.
وجرى اتفاق روسي مؤخرا مع نظام الأسد لتوسيع مرفأ طرطوس ضمن استراتيجية الخطط الخمسية والخطة السنوية، وهو ضمن ورقة العمل الخاصة بالتعاون المشترك مع الجانب الروسي.
وتم توقيع عقود في مجال النفط والغاز أبرزها عقد “عمريت” الذي يتيح لشركة “سبوز” التنقيب عن النفط والغاز لمدة 25 عاما جنوب مدينة طرطوس وبعمق شاطئ يقدر بنحو 70 كلم، وبمساحة تقدر بنحو 2200 كلم2.
وأشارت تقارير صحفية عديدة عن دخول ما يزيد على 80 شركة روسية عام 2018 للتعرف على واقع الاستثمار على الأراضي السورية، بحسب رئيس مجلس “رجال الأعمال السوري الروسي”، سمير حسن.
وبيّن حسن أن هنالك “عدة دراسات لمشاريع سياحية روسية لإقامتها في المنطقة الساحلية وصناعية ستقام في مناطق مختلفة من سوريا ومشروعا زراعيا كبيرا في المنطقة الساحلية.
من جهته ذكر “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (link is external)”، في تقرير سابق له، بأن شركات الطاقة الروسية تأمل في التحكم بجزء كبير من خطوط الأنابيب ومنشآت التسييل والمصافي والموانئ، وبالتالي الاستفادة من موقع سوريا كنقطة عبور لنفط وغاز المنطقة المتجهين نحو أوروبا.
وتأتي التحركات الروسية على الأرض سريعة خصوصاً في عملية توقيع العقود بعد تمكنها من السيطرة على القرار في سوريا وتصدرها المشهد كحاكم فعلي عن المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد المجرم.