قالت مصادر “المدن” إن مقتل القياديين في “فصائل التسوية”؛ عمر الشريف، ومنصور رشيد الحريري، في درعا قبل أيام، كان تصفية بأوامر من أعضاء في “حزب الله”، بعدما أعاقا خط تهريب الحشيش في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن، بحسب مراسل “المدن” سليمان الحوراني.
مصادر “المدن” قالت إن القياديين قتلا بعدما استدرجهما أحمد الخالدي، إلى بلدة خراب الشحم في ريف درعا الغربي، بأوامر مباشرة من “حزب الله” اللبناني، بعدما رفض الشريف التعاون مع عناصر من “حزب الله” لتأمين تهريب الحشيش والمواد المخدرة.
والشريف من أبناء بلدة نصيب الحدودية مع الأردن، ويسيطر على البلدة بدعم من “الأمن العسكري” في درعا. وسبق لأبناء نصيب أن رفضوا تواجد مليشيا الحزب، ومنعوا عمليات التجنيد لصالحها داخل البلدة، كما منعوا مجموعة تتبع لـ”مليشيا 313″ من التواجد داخل البلدة.
ورجحت المصادر بأن دور الخالدي في قتل القياديين، اقتصر على استدراجهم للمنطقة، لتوكل مهمة قتلهما لعناصر من المتعاونين مع “حزب الله” من أبناء المنطقة. ولم تستبعد مصادر “المدن” ضلوع عناصر من “مليشيا 313” التي يقودها وسيم المسالمة “الأعمر” في حادثة القتل.
مليشيا الحزب زادت من نشاطها جنوبي سوريا، منذ النصف الثاني من العام الماضي، وعملت في اتجاهين؛ الأول عسكري يقوم على تجنيد أبناء المنطقة للعمل في صفوفها، والثاني اقتصادي يقوم على تجارة الحشيش والمواد المخدرة بالتعاون مع أبناء المنطقة، وتسهيل عمليات التهريب إلى الأردن ودول الخليج. كما عملت مليشيا “الحزب” على شراء ما أمكن من مستودعات أسلحة وذخيرة كانت تملكها فصائل المعارضة. وسبق للحزب أن اشترى أسلحة من مدينة داعل، وبعض القرى الشرقية من درعا بمساعدة من قيادات في المعارضة، وعدم اعتراض من النظام أو الجانب الروسي.
ناشطون قالوا إن “حزب الله” قتل القياديين بسبب خلاف نشب بعد محاولة الحزب شراء صفقة أسلحة من “المعارضة” بينها صواريخ أميركية مضادة للدروع من نوع “تاو”، بوساطة القيادي السابق في المعارضة خالد الحريري، الذي اختفى قبل أيام، وما زال مصيره مجهولاً. وتحدث ناشطون عن دفع الحزب لثمن الأسلحة، التي لم يتسلمها من القياديين الشريف ومنصور الحريري لأسباب غير معلومة، قد يكون اختفاء خالد الحريري أحدها. ما دفع عناصر من الحزب أو الموالين له لقتلهما.
والحادثة مشابهة لمقتل القيادي السابق في المعارضة عايد العبيد، مطلع تشرين الأول/أكتوبر، بعد محاولة “المخابرات الجوية” اعتقاله بتنسيق مسبق مع أحمد الخالدي، نتيجة خلافات على صفقة حشيش وحبوب مخدرة، تمت في وقت سابق بإشراف “الجوية”.
ويعمل أحمد الخالدي الملقب بـ”أبو سالم”، مع “الفرقة الرابعة”، ويتواصل بشكل مباشر مع مدير مكتب أمنها، الذي تدخل بتكليف من قيادتها لحل الخلاف مع أقارب العبيد بعد قتله. كما يرتبط “أبو سالم” بعلاقات وثيقة مع مليشيا “حزب الله”، التي سهلت له مؤخراً إدخال آلات لصناعة الحبوب المخدرة.
المصدر: المدن