بسام البدارين
صعب جدا تخيل غياب دلالة سياسية عميقة بعد اختيار العاهل الاردني لأحد الرموز الفاعلة في شمال الاردن والملف السوري تحديدا وتعيينه مستشارا لشؤون العشائر.
التحاق رئيس مجلس النواب ووزير الداخلية سابقا المهندس سعد هايل السرور بالطاقم الاستشاري داخل العمق في القصر الملكي خطوة جديدة ومهمة سياسيا واجتماعيا لأنها ساهمت بالنتيجة بإقصاء المستشار العتيق فواز الزبن وبإبعاده لصالح السرور عن ملف بقي دوما في غاية الاهمية وهو ملف العشائر.
السرور أحد اقطاب بدو شمال الأردن واللاعب السياسي المحنك وخبير البرلمان، أصبح بقرار من الملك عبد الله الثاني صدر الاثنين مستشارا لشؤون العشائر خلفا لفواز الزبن الذي انتقل إلى دائرة الاحتياط وأصبح مستشارا خاصا للملك وهي صيغة معتادة ومألوفة تعني ضمنيا انتهاء دور الأخير والذي كان مستحكما طوال سنوات في ملف حساس له علاقة بعشائر الأردن.
السرور بيروقراطي وسياسي محنك خسر الانتخابات قبل الماضية في مفاجأة لها علاقة بصراع برز وقتها بين قطبين كبيرين في الدولة أصبحا لاحقا مستشارين في الظل وهما الجنرال مشعل الزبن والجنرال فيصل الشوبكي.
بمعنى ان السرور ينصف اخيرا بعد فترة صمت طويلة ويعود الى موقع مهم ومؤثر في الاشراف على ملف شؤون العشائر في مؤسسة القصر الملكي حيث يبقى صاحب هذه الوظيفة الاستشارية في منطقة قريبة جدا من صاحب القرار المرجعي ومعنيا بالعمل على ملفات بمنتهى الخصوصية ولها علاقة ببنية الدولة وليس بالحكومات.
الأهم أن وجود السرور تحديدا في نخبة القصر الملكي اليوم يمكن اعتباره رسالة مصافحة ودية تجاه النظام السوري الجار، فالرجل قيادي في منطقة شمال الأردن ومقرب من النخبة المؤمنة بالدولة السورية وسبق له أن عمل في أقرب نقطة جغرافية على بناء علاقة تؤسس الحماية الاجتماعية عند نقاط التماس الحدودي بين شمالي الاردن وجنوب سوريا.
السرور مثل الدولة الاردنية في حوارات في منتهي الخصوصية لها علاقة في التواصل مع البنية العشائرية جنوبي سوريا طوال مرحلة الصدام في الصراع الداخلي السوري.
المصدر: القدس العربي