مصير_ خاص
حوارنا اليوم مع الأديب والقاص السوري أسامة الحويج العمر وهو المثقف الوطني السوري المنحاز إلى ثورة الشعب السوري في الحرية والكرامة. والمهاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية، وصاحب الرؤيا المتميزة في الحرية والديمقراطية والمنتمي إليهما. حيث سألناه: كيف يرى حال الأدب العربي في بلاد المهجر. وكيف يرى أداء الشعر والقصة والرواية في مواكبة الثورة السورية. وهل يجد أن الأدب خارج جغرافيا سورية، في بلاد العرب قد واكب أو اهتم بالثورة السورية ولماذا؟ وإلام يرد حالة الاحباط لدى الكثير من الأدباء السوريين الذين وقفوا إلى جانب قضية الشعب السوري في الحرية والكرامة؟ وهل الأمل مازال قائمًا في واقعية انتصار الثورة السورية؟ حيث أجاب بكل روية وهدوء قائلًا : للأسف حال الأدب العربي في الولايات المتحدة ليست على ما يرام، والسبب الرئيس هو عدم وجود قراء، آخر اهتمامات العرب الأميركان هي القراءة والأدب، شأنهم شأن العرب المتواجدين في البلاد العربية، ولعل هذا ما دفع بعض الكتاب العرب للكتابة باللغة الإنجليزية، لأن ردة الفعل والاهتمام والتقدير الذي يلاقيه الأدب بشكل خاص والكتاب بشكل مشجع كثيرًا سواء على المستوى المادي أم على المستوى المعنوي، ومن الأسماء العربية التي تألقت في الساحة الأدبية الأميركية من العراق سنان أنطون ودنيا ميخائيل، ومن ليبيا هشام مطر وغيرهن.” ثم قال العمر ” لم يكن أداء الشعر والقصة والرواية في مواكبة الثورة السورية بالمستوى المطلوب، على الرغم من وجود بعض الاستثناءات كراوية القوقعة لمصطفى خليفة، والسوريون الأعداء لفواز حداد ، ورواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة لخالد خليفة، ولعل مرد ذلك يعود إلى حالة الخوف التي لاتزال ممسكة بخناق كثير من الكتاب والمبدعين السوريين، حالة رعب تأصلت وتجذرت على مدى سنوات طويلة من الحكم الإرهابي لعائلة الأسد، حتى بالنسبة للذين يعيشون خارج الجغرافيا السورية، بالنسبة إلى الأدباء العرب غير السوريين فقد تعاطف عدد منهم مع ثورة الشعب السوري ضد الطغيان خاصة مع بداية ثوران بركانها، كما حدث في مصر، لكنهم صمتوا بعد قيام الثورة المضادة واستيلاء السيسي على الحكم”. أما عن حالة الإحباط فقال ” حالة الإحباط لدى الكثير من الأدباء السوريين موجودة ومن الطبيعي أن يشعر الكثير من الأدباء السوريين بالإحباط، لأن الثورة السورية أثبتت بأن التخلص من نظام استبدادي غير كاف، بل يجب أن يترافق ذلك مع التخلص من المستبد الذي يعيش داخل كل مواطن عادي، هذا المستبد الصغير الذي نما وتعملق فكانت داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي لا تقل وحشية عن النظام السوري، الثورة الحقيقية تبدأ من الداخل والخارج في آن معا، بالإضافة إلى ذلك التعقيدات التي تمثلت بتدخلات الدول الكبرى والصغرى والتي صبت في النهاية لصالح الإبقاء على النظام المجرم وتطبيق سياسة الإفلات من العقاب، لكن على الرغم من فداحة المأساة السورية وطول أمدها، يظل الأمل قائما بقيام نظام ديمقراطي برلماني، لأنه لا يوجد خيار آخر، فالثورة ضد الظلم والاستبداد هي قصيدة رائعة من المستحيل الا تتلوث بالدم، لكن من المستحيل أيضأ أن تبقى كذلك.