أكدت مصادر “المدن” ما نقلته وكالة “آكي” الإيطالية، الخميس، بأن النظام سلّم قاعدة الناصرية الصاروخية الجوية في القلمون، بـ”كامل سلاحها” لإيران.
وقاعدة الناصرية تضم مدرجاً واحداً، وقاعدة صاروخية ومستودعات، وتقع على مسافة 10 كيلومترات من مدينة جيرود في القلمون الشرقي، وهي من القواعد العسكرية الجوية الصغيرة نسبياً، وتحوي 21 حظيرة إسمنتية، و4 حظائر ومخازن للأسلحة تحت الأرض.
مصدر عسكري معارض، قال لـ”المدن”، إنه بعد الاستهداف الإسرائيلي لـ”معامل الدفاع” في تل منين، في 25 كانون الأول/ديسمبر 2018، نقلت قوات النظام ومليشيا “الحرس الثوري” الإيراني صواريخ ومعدات خاصة بانتاجها، من “معامل الدفاع” ومواقع تابعة لـ”الحرس”، باتجاه المستودعات القريبة من قاعدة الناصرية التابعة لـ”لواء صواريخ السكود 155″. وتلك المستودعات مبنية كأنفاق في سلسة الجبال الصخرية الوعرة، ما قد يُحميها من الصواريخ الإسرائيلية.
وأشار مصدر “المدن” إلى أن مليشيا “الحرس الثوري” نقلت صواريخ ومعدات خاصة بانتاجها، خلال الأسبوع الماضي، عبر مطار المزة العسكري باتجاه قاعدة الناصرية الجوية. ويُرجّح أن تلك المعدات والصواريخ جاءت من مواقع ونقاط إيرانية في محيط مطار دمشق الدولي، بالتزامن مع حديث سابق عن اخلائها.
وكانت قوات النظام قد جهّزت خلال الفترة الماضية مخازن جديدة في منطقة “لواء صواريخ السكود 155” بإشراف “الحرس الثوري” الإيراني.
وأكدت مصادر “المدن”، أن قاعدة الناصرية ليست تحت سيطرة القوات الإيرانية بشكل كامل، ويتواجد فيها قوات من “الفرقة الثالثة” في قوات النظام، وضباط روس يعملون كضامن لـ”اتفاق المصالحة” السابق بين قوات النظام والمعارضة في القلمون الشرقي، والذي نتج عنه تهجير المعارضة إلى الشمال السوري.
ورجّحت مصادر “المدن” أن يكون تواجد القوات الإيرانية في قاعدة الناصرية، مرتبطاً بإشراف خبراء ايرانيين على تجهيز مخازن صواريخ جديدة في المنطقة الممتدة ما بين القطيفة والناصرية، ونقل محتويات المواقع التي تعرضت لاستهداف من الطيران الإسرائيلي إليها. كما تشرف القوات الإيرانية على عمل الكتيبة الفنية التابعة لـ”اللواء 155″ المجهزة بمعدات لإنتاج وتطوير وصيانة الصواريخ.
ويتسق هذا التوجه الإيراني الجديد بإبعاد قواعد قواتها الرئيسية ومصانع صواريخها عن الحدود السورية-الإسرائيلية. وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قد قالت إن إيران تتجه لنقل مركز تزويد الأسلحة لسوريا من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة “تي فور” الجوية، البعيدة عن العاصمة دمشق. وأضافت أن “الحرس الثوري الإيراني، الذي يدير هذه العملية، سينقل، على ما يبدو، المركز إلى قاعدة تي فور الجوية بين حمص وتدمر”. وربطت الصحيفة ما بين القرار و”موجة من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المطار الدمشقي”.
المصدر: المدن