رغم الحديث عن اقتراب موعد تسيير دوريات تركية على طول المنطقة العازلة، تواصل قوات النظام قصف أرياف حماة وإدلب وحلب واللاذقية، بقذائف المدفعية والصواريخ.
وأبلغ مسؤولون من الجيش التركي، في نقطة المراقبة التركية بالقرب من بلدة شير مفار في سهل الغاب، وجهاء محليين وعشائريين، باقتراب موعد تسيير دوريات تركية في المنطقة. وزار وفد الوجهاء نقطة المراقبة التركية، للمطالبة بوقف حملة القصف التي تشنها مليشيات النظام، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
مصدر عشائري خاص، أكد لـ”المدن”، أن المسؤولين الأتراك لم يحددوا موعد البدء بالدوريات، ولا يعرف إن كانت ستشمل كل المنطقة العازلة المفترضة في محيط ادلب، أو أجزاء منها. وبحسب المصدر، فقد كان الهدف من الإبلاغ عن الدوريات التركية هو لطمأنة الأهالي بأن العودة إلى ديارهم ستكون قريبة، بعد أن يتوقف قصف مليشيات النظام.
الناطق باسم “جيش العزة” النقيب مصطفى معراتي، أوضح لـ”المدن”، أن المعلومات المتداولة حول دوريات الجيش التركي في الغالب صحيحة، ومن المفترض أن تنطلق قريباً في المنطقة، وقد يكون لها دور في وقف قصف مليشيات النظام وعودة النازحين إلى ديارهم.
من جهة أخرى، تشير مصادر المعارضة، إلى أنه يتوجب على الفصائل و”تحرير الشام” القبول بالدوريات التركية، والانتقال إلى تطبيق بنود جديدة من الاتفاق، وإلا سوف تستمر حملة القصف، لا يعرف بعد هل ستسمح المعارضة بأن تكون الدوريات مشتركة روسية–تركية، وفي حال القبول بها سيكون لزاماً على “تحرير الشام” مغادرة المنطقة العازلة التي ما تزال تحتفظ فيها بمواقع وخطوط تماس.
مزايدة “حراس الدين”
المعلومات حول الدوريات التركية سرعان ما تداولها الأهالي النازحين عن المناطق المستهدفة بالقصف، أما فصائل المعارضة المسلحة، و”هيئة تحرير الشام”، فقد بقيت صامتة، ولم تُعلق.
واتهم تنظيم “حراس الدين”، ذراع “القاعدة” في سوريا، الفصائل و”تحرير الشام” بالخيانة، وبأنهم على علم بالدوريات المفترضة باعتبارها جزءاً من بنود اتفاق سوتشي، ومن شأنها أن تزيد من سيطرة الجيش التركي ونفوذه في ادلب، وهناك احتمال أن تكون الدوريات مشتركة تركية–روسية بحسب ما تناقله أنصار التنظيم الجهادي.
القصف متواصل
قصفت المليشيات المتمركزة في ضواحي مدينة طيبة الإمام، السبت، قريتي لحايا ومعركبة ومدينة اللطامنة. كما إستهدفت قرية الحويز في سهل الغاب انطلاقاً من مواقعها في قرية قبر فضة المجاورة. كما طال القصف قرية جسر بيت الراس.
وقصفت المليشيات، بالمدفعية والصواريخ، ليل الجمعة/السبت أكثر من 30 قرية وبلدة، في ادلب وحماة وحلب واللاذقية، وطال القصف لأول مرة مناطق قريبة من مركز مدينة ادلب بين سراقب وسرمين. وتعرضت مدينة معرة النعمان للقصف الأعنف، وقتل فيها ثلاثة أطفال من عائلة واحدة. وقتل مدنيان في سهل الغاب وجرح 10.
سيجري: عرض روسي؟
رئيس “المكتب السياسي” في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، كشف في “تويتر”، “بعض تفاصيل العرض الروسي المقدم ضمن صفقة كاملة تبدأ بالإعلان عن وقف إطلاق النار ورفع اليد عن الأسد وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة”.
وتابع: “الذهاب نحو عملية سياسية لا مكان فيها للأسد ورموز نظامه، على أن يتم إشراك روسيا في التفاهمات المتعلقة بمناطق شمال شرق سوريا، وأن يكون هناك تعاون كامل بين المعارضة “العسكرية” وحلفائها من جهة وبين روسيا لإخراج إيران والمليشيات المرتبطة بها من المنطقة بسياسة الخطوة خطوة”.
وأضاف: “روسيا اليوم تدعم تواجد القوات التركية في إدلب والشمال ولاعتبارات متعددة، أهمها الخشية من تكرار أخطاء الحقبة الأفغانية وتحول تركيا قاعدة انطلاق للمقاومة الشعبية، وتحول الصراع في سورية من ثورة شعب في مواجهة النظام، إلى حرب تحرير تبدأ بإعلان المقاومة ضد قوات الاحتلال الروسي وتنتهي بطرده”.
وقال: “يُحسب للروس الخطوة الأولى باتجاه تركيا، والتفاهم حول عملية درع الفرات بعد أن كانت كامل منطقة غرب الفرات مناطق نفوذ روسية بحسب اتفاق كيري لافروف، على أن يكون شرق الفرات منطقة نفوذ أميركية، وإخراج تركيا من الملف السوري بشكل كامل، إلا أن روسيا لم تغامر، وأدركت أهمية تركيا”.
وانتهى بالقول: “يبحث الروس اليوم عن الاستقرار الكامل في سوريا، وتعتبر تركيا الضامن للمعارضة السورية، وصاحب المصلحة المشتركة في دعم الاستقرار وإنهاء الأزمة، وخصوصاً أن لتركيا البلد الوحيد في الأطراف المتنفذة حالياً حدوداً جغرافية أكثر من 900 كم، بالإضافة للروابط الدينية والاجتماعية والثقافية”.
المصدر: المدن