وصل موقع مصير البيان الصادر في ذكرى ثورة 23 تموز/ يوليو 1952 عن (المجلس الأعلى لثورة 23 يوليو في الوطن العربي) جاء فيه ” في يوم انطلاقة ثورتنا ثورة الضباط الأحرار ال67 نجدد عهد الثوار ,ونؤكد أننا على ذات المسار نرفع راية ” الأحرار” ونسير نحو الانتصار.. وتتواكب الذكرى هذا العام مع مئوية ميلاد قائدها وزعيمها الرئيس جمال عبد الناصر أيقونة الكفاح العربي والأممي ورافعة الكرامة العربية وملهم الأحرار الثوار,ناصر حبيب الملايين وناصر الغلابة والفلاحين والمسحوقين, ناصر فلسطين والأحواز ..ناصر العروبة والوحدة والاشتراكية..ففي هذا اليوم نجدد العهد لك يا ريسنا وزعيم الأمة العربية بأن نواصل الثورة حتى استكمال أهدافها الستة ,وأن نبقى ” الأحرار” المتخندقون في كفاحنا حتى نرفع علم العروبة فوق القدس والمحمرة ودمشق وصنعاء وبغداد وبيروت وكل عاصمة محتلة أو مختطفة .” وأضاف البيان ” ولأننا نؤمن بثورتنا ثورة 23 يوليو التي لم تستكمل مسارها ولا أهدافها بعد استشهاد ريسها جمال عبد الناصر,بل إن الوطن العربي اليوم يمر في ظروف قد تكون أقسى من ليلة 23 يوليو عام 1952,,وهذا يضعنا مجددا أمام مسؤوليات تاريخية حيال أمتنا العربية والعالم وقد تشابكت جيوش الغزاة ومصالح الطغاة على أرضنا العربية ,في حين غاب الفعل العربي الوحدوي في المواجهة ,وبقيت إرادة الثوار الأحرار تواجه بما أوتيت من إرادة وقوة وعزة كل صنوف القهر والاستبداد والعدوان والفساد والإفساد, ليسجل المواطن العربي الحر والمواطنة العربية الحرة موقفا تاريخيا ثوريا وإنسانيا رائدا ,بينما تغيب الأحزاب والمؤسسات والنظم عن أداء دورها وتحمل مسؤولياتها. علمنا ناصر أن نشق طريق النصر من ألم الهزائم ,وعلمنا “الضباط الأحرار” أن نحسن الخيار حتى في زمن الإنكسار ,وأن نبني بالأمل والإصرار روافع الانتصار القادم لا محالة.. ومن واقع الألم والحزن والذل والهوان الجاثم على صدور وقلوب أمتنا العربية من المحيط للخليج ,وفي ساحات ومخيمات الشتات في كل أرجاء الأرض ,نقول لكم(إن هذه ساعة للعمل وليست ساعة للحزن,إنه موقف للمثل العليا وليس لأية أنانيات أو مشاعر فردية) .. تلك كانت كلمات الريس عشية الهزيمة، نقولها لأنها أصدق ما نحتاجه الآن بأن نعيد اصطفافنا ونبني روافع عملنا ونسير نحو انتصارنا التاريخي بخطى واثقة ملؤها الإصرار وبوصلتها الرؤيا السديدة الواضحة. لقد أعمل الاستعمار وأعوانه في الوطن العربي كل صنف من صنوف التفرقة والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والحزبية ,ودخل مكونات رسمية وشعبية وأصبح لاعبا أساسيا في أحزاب وقوى كانت ترفع راية المقاومة والتحرير والعدالة الاجتماعية , إلا أن المال السياسي حول مكونات بأكملها في الوطن العربي لواجهات شعارات تغش وتخدع المواطن العربي ,بينما تؤدي أداء الاستعمار والعدوان الأجنبي في إحباط كل إرهاصة عمل أو إرهاصة ثورة ,لتحافظ على أرصدة دعمها الخارجي على حساب مصالح الوطن واستقلال البلاد وكرامة وحرية المواطنين العرب في كل الوطن العربي . وعلى رأس هذه المكونات تنظيمات ومؤتمرات وأحزاب تدعي أنها ناصرية” وأكد البيان ” وهنا سنتطرق لظاهرة مخزية تحاول النيل من رفعة ثورة 23 يوليو ومن أصالتها ومن رمزية زعيمها لدى الشعوب المناضلة ضد الظلم ,هي ظاهرة الأحزاب التي تطلق على نفسها اسم القومية أو الناصرية وتصطف مع إيران التي تحتل أراض سبعة دول عربية وتفكر باحتلال ما تبقى , إن إيران عدوة للعرب كما أمريكا والكيان. فالدعم المالي التي تغدقه عليكم إيران هو من ثروات ومقدرات دولة الأحواز العربية المحتلة, التي قايضتم عروبتها بدعم إيران لكم ووقفتم ضدها , وتجاهلتم موقف قائد ثورة 23 يوليو الريس جمال عبد الناصر الذي أرسل للمقاومة الأحوازية الصواريخ والأسلحة لقتال إيران المحتلة, تماما كما دعم ثورة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي ,وكما دعم ثورة فلسطين ضد العدو الصهيوني, وكما دعم ثورة اليمن ضد أعداء الأمة وغيرها من ثورات وانتفاضات الأحرار ضد الظلم والعدوان. إن موقفكم المصطف مع أعداء الأحواز وأعداء الأمة يسحب منكم صفة النضال والوطنية ويضعكم في مصاف عملاء الأعداء والمطبعين معه . ويهمنا في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البشرية جمعاء, وفي مرحلة أليمة وموجعة من تاريخ أمتنا العربية أن نؤكد على مجموعة نقاط هي بمثابة ثوابث لعملنا ومنطلقاتنا, وسيكون لنا تواصل مع أهلنا في كل مكان للعمل على بناء روافع كفاح لأمتنا وأحرار العالم :
- إن المجلس الأعلى لثورة 23 يوليو ثورة الضباط الأحرار يحيي الأحرار العرب في فلسطين والأحواز والعراق وسورية واليمن لانتفاضتهم وكفاحهم ضد العدوان الأجنبي والاستبداد، ويؤكد أن معركة هذه الأقطار هي معركة كل الأمة العربية, ويثمن عاليا وقفة أحرار وحرائر العروبة والعالم مع معركتنا هذه .
- يعاود المجلس ويؤكد على موقفه الثابت من النظام السوري المجرم العميل, ونجدد التحامنا بثورة العصر الثورة السورية وسنعيد لها ألقها وسنكون رافعة من روافع انتصارها على العدوانات الأجنبية واستبداد وعمالة النظام الأسدي .ويؤكد المجلس تمسكه بعروبة ووحدة سورية العربية فسورية الشطر الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة وإننا فداء لعروبة سورية وشعبها البطل العزيز شعب شكري القوتلي وسلطان باشا الأطرش وجول جمال .
- يؤكد المجلس على تأييده وتلاحمه مع انتفاضة ومقاومة أهلنا في الأحواز العربية الشقيقة ضد العدو الإيراني, ويؤكد على عروبة دولة الأحواز العربية وعلى شرعية مقاومتها وسيواصل المجلس عمله التاريخي للاعتراف بدولة الأحواز العربية ودحر العدوان عنها وتحريرها وإعادة مقدراتها لشعبها الأحوازي البطل .وفي هذا السياق يحيي المجلس أبطال المقاومة الأحوازية وشهداء الأحواز وعلى رأسهم الشيخ خزعل الكعبي والقادة محيي الدين الناصر ودهراب الناصري وأحمد مولى وكافة شهداء الأحواز وأسراها وأحرارها وحرائرها.
- يعلن المجلس تأييده وتلاحمه مع انتفاضة أهلنا الأحرار في العراق ويعتبر المجلس هذه الانتفاضة جزء من معركة الأمة العربية ضد العدوان الأجنبي بشرقه وغربه وانتفاضة ضد الفساد والإفساد والعمالة ويؤكد المجلس على عروبة ووحدة العراق الشقيق عراق التاريخ والأصالة والعروبة.
- يحيي المجلس الأعلى لثورة 23 يوليو أهلنا في فلسطين حيث انطلق المجلس من هناك مؤكدا على أن فلسطين قضية كل عربي حر وكل عربية حرة وفلسطين لن تتحرر طالما هناك استبداد عربي يُطبع وينسق مع الاحتلال الصهيوني, وإننا كأسرى ومناضلين نؤكد أن أي شبر في الوطن العربي يحتله أجنبي فهو بالنسبة لنا تراب من فلسطين الغالية ,فالأحواز هي توأم فلسطين ولن تتحرر القدس إلا وأختها المحمرة تنعم بالحرية.
- يؤكد المجلس وقوفه ضد الإرهاب وقتل المدنيين في العالم، ويعلن وقوفه إلى جانب كل شعوب العالم التي تناضل من أجل الحرية والكرامة ضد الظلم والاستبداد , ويحيي المجلس كل أحرار العالم الذين يتضامنون مع أي قضية من قضايا العرب وفي مقدمتها فلسطين والأحواز والثورة السورية.كما يؤكد المجلس على ضرورة توحيد روافع ومكونات الكفاح العالمي ضد الظلم والعدوان في بوتقة أممية واحدة .
- إن المجلس يعتبر لبنان بلد مختطف من قبل عصابة حزب الله الإيرانية، ويدين بشدة حالة التفريس التي بات لبنان عليها ويدعو لمقاطعة ومحاسبة كل الأحزاب والمؤتمرات التي تتلقى أوامرها ودعمها من إيران وحزبها ,وخاصة تلك التي تدعي أنها قومية.
- يحيي المجلس أهلنا في اليمن الشقيق ويؤكد على موقفه مع الثورة اليمنية والمقاومة اليمنية التي تتصدى للعدوان الإيراني هناك ,ويؤكد المجلس على أهمية وضرورة التحالفات الميدانية العربية لدرء العدوانات الأجنبية عن كل شبر تراب عربي.
- يحيي المجلس كل المناضلين من أجل الحرية وكرامة العيش والعدالة الاجتماعية, والمتصدين للفساد والمفسدين وأجندات الاستعمار وتشظي وتقسيم البلاد في كل الساحات العربية ,ونخص منهم الأشقاء في ساحة تونس والجزائر والأردن الشقيق وغيرها من الساحات المنتفضة. ويؤكد المجلس أن النضال المطلبي هو جزء من النضال الوطني والطبقي والقومي وكلها تراكم نحو وطن حر لأمة من الأحرار.
- ندعو جماهير أمتنا لمقاطعة الأحزاب والمؤسسات والمؤتمرات التي تنعت نفسها بالقومية والناصرية وتصطف مع العدوان الإيراني ومع نظام القاتل بشار الأسد, ونعلنها مكونات معادية للأمة ولثورة 23 يوليو, وسنحاسبها ونقاضيها, وسيصدر المجلس قائمة سوداء بهؤلاء وسيحيل ملفهم للقضاء الثوري.لقد أطلقنا نداءاتنا مرارا ولكن لا حياة لمن تنادي بل العكس قام هؤلاء بحصار مناضلين والتشهير بهم لحساب المخابرات الإيرانية, وعليه فقد أعذر من أنذر وحان وقت الحساب.” ثم انتهى البيان الى القول ” إن المجلس الأعلى لثورة 23 يوليو يدعو أحرار العروبة الالتفاف حوله لنناضل سويا من أجل حرية وسيادة واستقلال وطننا العربي ومن أجل كرامة مواطنيه والعيش بمساواة وتكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.”