وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إلى موسكو للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث سيبحثان ملفات عديدة بينها التموضع العسكري الإيراني في سوريا، كما أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وأصدر الكرملين بيانا أوضح من خلاله أن الرئيس الروسي سيناقش مع نتنياهو التعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية والإنسانية الى جانب تبادل الآراء حول الأوضاع في الشرق الاوسط والمسيرة السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وجاء الملف السوري في نهاية البيان.
يشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لنتنياهو إلى موسكو بعد حادث اسقاط الطائرة الروسية بصواريخ الدفاع الجوي السوري قبل خمسة أشهر، خلال قصف نفذه الجيش الإسرائيلي في منطقة اللاذقية، حيث حمّلت روسيا حينها إسرائيل المسؤولية عن التسبب بإسقاط الطائرة.
وقرر نتنياهو اختصار زيارته لروسيا والعودة مساء الأربعاء إلى تل أبيب، للاستعداد لإمكانية قيام المستشار القانوني للحكومة افيخاي مندلبليت بإعلان قراره بشأن تقديم لوائح اتهام في ملفات التحقيق بقضايا الفساد المنسوبة له من عدمه.
وأجمعت الصحافة الإسرائيلية في أعدادها الصادرة، الأربعاء، على أن سبب عجلة نتنياهو في العودة هو لمواكبة مسألة الاتهامات ضده.
وعنونت صحيفة “يديعوت أحرنوت” صدر صفحتها الأولى: “قبيل قرار المستشار القضائي في شبهات الفساد ضده.. نتنياهو يختصر زيارته لموسكو”، فيما ذكرت صحيفة “معاريف” أن تقصير نتنياهو زيارته للعاصمة الروسية بعدما أُبلغ أن القرار حول شبهات الفساد ضده سينشر الخميس.
لكن ذلك لم يمنع نتنياهو من التمهيد لما سيبحثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر استباق اللقاء، بالتأكيد أن الجيش الإسرائيلي سيقصف معسكرات القوات الإيرانية حتى تخرج من سوريا.
وأضاف نتنياهو في كلمته قبل سفره إلى موسكو “نحن نعمل ضدها. نهاجم قواعدها العسكرية، وسنستمر بذلك، وعلى ذلك سأتحدث مع الرئيس بوتين”، مشيرا الى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستتواصل على الأراضي السورية حتى إبعاد العناصر الإيرانية عن الحدود كما قال.
وكان نتنياهو قد التقى بوتين خلال مؤتمر باريس لإحياء ذكرى 100 عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، وذلك لأول مرة منذ إسقاط الطائرة الروسية.
يذكر أن نتنياهو أكد بعد لقائه السابق مع بوتين، لمجلسه الوزاري المصغر (الكابينيت)، أن “الخلاف مع روسيا كبير جدا، أكثر مما تصورناه”.
ولعلّ لقاء نتنياهو-بوتين في موسكو، الأربعاء، له دلالاته وسياقاته إذا ما نظرنا إلى التوقيت بغض النظر عما سيُبحث، إذ أنه يأتي قبل نحو ستة أسابيع من موعد إجراء انتخابات الكنيست المقررة في التاسع من أبريل/ نيسان المقبل.
ومن غير المستبعد أن يحاول نتنياهو أن يطرح نفسه في سياق الحديث عن الموضوعين السوري والإيراني، على أساس أنه الشخصية الإسرائيلية الأكثر عقلانية وجدارةً بين الأوساط السياسية الإسرائيلية وبينها اليمينية في التعاطي مع الملفات الإقليمية. وكأن نتنياهو يريد تسويق نفسه لدى روسيا قبل خوض انتخابات الكنيست.
المصدر: المدن