محمد مشارقة
توتر خطير بين باكستان والهند بعد تفجير جيش محمد أحد فصائل مقاطعة كشمير سيارة مفخخة أدت الى مقتل ٤٢ جنديا هنديًا. ردت الهند بقصف لأول مرة منذ ٥٠ عاما مواقع داخل الاراضي الباكستانية. لفهم أعمق لما بجري؛ نرى ان جيش محمد وزعيمه مسعود أزهر؛ كان وراء الهجوم على البرلمان الهندي عام ٢٠٠١، وحاول اغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف٢٠٠٣، لكن أزهر اختفى بعد ذلك حتى يناير ٢٠١٤، بدا ظهوره بخطب يهدد فيها باستئناف العمليات في كشمير الهندية؛ بما في ذلك التهديد بقتل المرشح للانتخابات الهندية مودي الذي فاز في نفس العام، عمليات أزهر تميزت بعد ذلك بنوعيتها، حيث هاجم بعد عامين قاعدة جوية هندية وقتل العديد من رجال الأمن والمتعاونين معهم. اليوم بعد ان فتحت واشنطن حوارا مع طالبان تحضيرا للانسحاب من أفغانستان، وجد جيش محمد وداعميه في المخابرات الباكستانية، الفرصة لإعادة احياء جبهة كشمير، ولمسعود أزهر غايتان؛ الاولى تأكيد حضوره ومصداقيته الجهادية في كشمير والثانية منافسة فصيلين جديدين هما القاعدة وداعش الذين تحولوا أيضا الى من أفغانستان الى هذه الجبهة وغيرها من الجبهات المفتوحة في المنطقة؛ فقد دعا عاصم عمر رجل القاعدة ومسؤولها في جنوب اسيا وهو من أصل هندي “المسلمين الهنود الى التعبئة للجهاد “. في الخلفية أيضا ان الازمةً الاقتصادية العالمية التي بدأت بانهيار الأسواق المالية، كانت تفضي حسب قراءة التاريخ الى حروب كبرى، اما اليوم مع تطور أدوات وتقنيات الحرب لدى الدول العظمى والتي تكفي لتدمير بلدان بأكملها. فان الحروب القادمة ستأخذ سمة ” حروب بالوكالة “. والتوتر بين الهند والباكستان هو حرب بالوكالة عن الولايات المتحدة والصين، كما ان اعادة تصدير الإرهابيين من سوريا وأفغانستان نحو اقليم اركان موطن الروهينغا، هدفه أيضا إشعال منطقة بحر الصين. كما ان تجييش العالم والعرب تحديدا للحرب ضد إيران هو أيضا حرب بالوكالة. ومن الان وصاعدا فتشوا معي عن جذر كل الحروب الإقليمية وأدواتها البلهاء.