حصلت “المدن” على لائحة مسربة تضم أسماء “أخطر المجرمين” المطلوبين للأجهزة الأمنية، في السويداء. وجرى توزيع القائمة على الحواجز وفروع الأجهزة الأمنية، لـ”القبض عليهم في أقرب وقت ممكن، واستخدام القوة ضدهم إذا لزم الأمر”، بحسب مراسل “المدن” زين الحلبي.
اللائحة الموقعة من وزير الدفاع، تضم أسماء 40 شخصاً من السويداء، قسموا إلى ثلاث “مجموعات إرهابية” تهمتها خطف عناصر وضباط من قوات النظام خلال شباط/فبراير. ووُضِعَ فداء.س وفداء.ع، متزعما عصابتي خطف؛ على رأس اللائحة. وضمّت اللائحة أسماء عناصر من الفصائل المحلية.
وأكدت مصادر “المدن” أن القبض على أولئك، سيكون الخطوة الأولى في عملية انتشار قوات النظام في السويداء، وستتبعها خطوات أخرى تحددها طريقة تعامل المجتمع المحلي مع تصرفات قوات النظام. وأعطيت الأوامر للقوات المنتشرة مؤخراً، بمحاولة تجنب أي مواجهات مباشرة مع الفصائل المحلية البارزة، وعدم اعتراض عناصرها على الحواجز، في الفترة الراهنة.
وكانت مجموعة “درع شيخ الكرامة” التابعة لـ”قوات شيخ الكرامة” قد اقتحمت منزل فداء.س، ليل الثلاثاء/الأربعاء، بعد مناشدات أهلية لتحرير مخطوف لدى عصابته. واندلعت اشتباكات مسلحة قرب منزل فداء.س، انتهت بفراره، من دون العثور على المخطوف. وأعلنت “قوات شيخ الكرامة” استنفارها لملاحقة فداء.س، وأفراد عصابته، وتقديمهم للمحاكمة العشائرية، بعدما “عاثوا فسادا في الجبل”.
وتواصل قوات النظام التدشيم وتحصين الحواجز والثكنات، التي وصلتها تعزيزات من “الفرقة الخامسة”. وبات المرور عبر الحواجز يتطلب إبراز الهوية المدنية، أو أي ورقة تثبت الشخصية في حال كان الشخص فاراً من الخدمة العسكرية (لا يحمل هوية مدنية) كرخصة قيادة أو هوية عسكرية. ولم تستخدم الحواجز حتى اللحظة، التفييش للمارة، لم تسجل أي حالة اعتقال حتى اللحظة.
قوات النظام المُعززة لم تنفذ أي عملية ضد عصابات الخطف، التي يتجنب عناصرها المرور على الحواجز. ويثير ذلك الشكوك حول الهدف الحقيقي لتعزيزات النظام، وسط تخوف من أن تكون نية النظام هي استدراج عصابات لمهاجمة الحواجز، واتخاذ ذلك ذريعة لتصعيد العنف وتنفيذ اعتقالات واسعة.
الفصائل المحلية، ومنها “قوات شيخ الكرامة” و”قوات الفهد”، رحبت بتواجد قوات النظام، كأخوة وأبناء لها “إذا كان هدفها الحقيقي محاسبة العصابات التي رعتها جهات أمنية فاسدة”، لكنها حذرت من تنفيذ اعتقالات لسوق المطلوبين إلى الخدمة أو توقيف الناس بتهم كيدية، معتبرة أن حدوث هذه التصرفات هو تهديد لاستقرار المحافظة. وشككت الفصائل برواية النظام حول محاربة العصابات. والتزمت “حركة رجال الكرامة” الصمت والترقب إزاء التطورات الراهنة. وتشير مصادر “المدن” إلى أن جميع الفصائل المحلية أصدرت توجيهات لعناصرها بعدم استفزاز الحواجز أو مهاجمتها “إذا بقي تواجدها يقتصر على ملاحقة العصابات”.
وتزامن ذلك، مع تصاعد الغضب الشعبي من الأزمة الاقتصادية، إذ أطلقت مجموعة من المحتجين مدعومة بعناصر فصائل محلية، النار على مبنى “حزب البعث” وبلدية مدينة صلخد، الثلاثاء، وحطموا صور حافظ وبشار الأسد، على خلفية انعدام المازوت منذ أسابيع وتكرار الوعود الكاذبة من المسؤولين. ودفع ذلك بالجانب الروسي لإرسال مندوبهم في المنطقة الجنوبية الذي تعهّد بتقديم حل إسعافي للمدينة.
المصدر: المدن