طال قصف مليشيات النظام، بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، الذي استمر حتى ساعة متأخرة من فجر الأربعاء، أكثر من 33 مدينة وبلدة في أرياف ادلب وحماة واللاذقية وحلب. وتركز القصف على مدن وبلدات الزيارة وكفر زيتا وزمار وأم جلال، والخوين الكبير ولحايا والتح وسراقب وخان شيخون، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وردت فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” بقصف مواقع المليشيات في سهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي بصواريخ الغراد والمدفعية المتوسطة. واشتبك مقاتلو “جيش العزة” مع مليشيات النظام شمالي حماة، وتبادلا القصف بالهاون والرشاشات الثقيلة. وتصدت المضادات الجوية الرشاشة لدى “العزة” للطائرات الحربية التي حلقت على علو منخفض.
واستهدفت كتيبة من “تحرير الشام” موقعاً لمليشيات النظام في قرية السكرية شمالي غرب أبو ضهور. وأطلقت “تحرير الشام” عملية عسكرية محدودة رداً على قصف المليشيات باسم “ويشف صدور قوم مؤمنين”، وقالت إنها سلسلة من عمليات القصف التي ستتولى كتائب المدفعية والصواريخ القيام بها ضد مواقع المليشيات. وبدأت بالفعل أولى عملياتها، ليل الثلاثاء/الأربعاء، واستهدفت بالمدفعية الثقيلة وصواريخ غراد مواقع “الفرقة الرابعة” و”لواء الباقر” بالقرب من نقطة المراقبة الإيرانية في ريف حلب الجنوبي.
مصدر عسكري معارض، أكد لـ”المدن”، أن فصائل “الجبهة الوطنية”، تتحاشى الحديث عن عمليات القصف التي تقوم بها، ويتم تسريب أخبار بعضها من قبل “أحرار الشام”. وحرصت “تحرير الشام” على تحديد نوع الرد على قصف المليشيات، ولم تتحدث عن هجمات برية أو عمليات اقتحام. والعملية التي قتل فيها عناصر من “الأمن العسكري” غربي أبو ضهور، كانت بصاروخ مضاد للدروع، ولم يكن هناك أي محاولة للتسلل نحو مواقع المليشيات، سوى عملية واحدة قام بها “حراس الدين”.
وأضاف المصدر أنه ليس لدى فصائل المعارضة و”تحرير الشام” نية للتصعيد، والانتقال إلى العمليات البرية للرد على حملة القصف التي تطال مناطق سيطرتها، والتي يبقى حجمها أقل بكثير من أثر قصف المليشيات. ولا تريد المعارضة وقوع معركة رغم استهداف مواقعها في القصف أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية، والذي بدا استفزازاً لها لدفعها للرد والتصريح بخسائرها، وبالتالي خلق مبررات لشن معركة من جانب المليشيات ولو بشكل محدود.
وأرسل الجيش التركي المزيد من التعزيزات العسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة لها في المنطقة العازلة “منزوعة السلاح” في محيط ادلب. ومن بين المعدات التي أدخلها الجيش التركي غرف مسبقة الصنع، سيتم نشرها غالباً في المناطق الواقعة بين نقاط المراقبة كمخافر. وسيتم التركيز على جنوب وشرق ادلب، وريف حماة، حيث خطوط التماس الأطول والأكثر اشتعالاً خلال الأيام الماضية. ونشر المخافر خطوة تسبق تسيير دوريات المراقبة المشتركة بحسب اتفاق سوتشي.
المصدر: المدن