اختلفت طرق تخلّص النظام من عناصر “التسوية” في ريف حمص الشمالي، بما في ذلك من نقلوا البندقية من كتف المعارضة الى كتف النظام، بحسب مراسل “المدن” محمد أيوب.
ونصبت “المخابرات الجوية”، ليل الجمعة/السبت، كميناً لاعتقال منهل الصلوح، أبرز قادة ريف حمص الشمالي “المصالحين”، قائد ما كان يُعرف بـ”جيش التوحيد” المعارض. واعتقلت دورية من “الجوية” الصلوح، وأهانته وضربته ضرباً مبرحاً عند جسر مدينة تلبيسة، مسقط رأسه شمالي مدينة حمص.
وأكدت مصادر “المدن”، أن سيارتي دفع رباعي تابعتين لمليشيا “حزب الله” ساعدتا دورية “الجوية” في اعتقال الصلوح. مصادر “المدن” أكدت أن عناصر الحزب هم الذين قاموا بضرب الصلوح، وتكسير سيارته، وشتمه واهانته، قبل اقتياده الى جهة مجهولة.
وبعد اعتقال الصلوح، اعتقلت قوات النظام، السبت، “ابو علاء الدرزي” مع اثنين من جماعته، وكذلك عراب “المصالحات” في المنطقة الشرقية من ريف حمص خالد الفوزي العموري من منزله في قرية معرين. ويعتبر “الدرزي” و”أبو فوزي” من أبرز المقربين من الصلوح.
كما طالت الاعتقالات ناصر الكحم من شيوخ عشيرة العقيدات، والمقيم في قرية الدمينة، وكان من المقربين من جماعة منهل الصلوح. وتعرض للاعتقال أيضاً أسامة سعد الدين جوخدار، رئيس “المجلس المحلي الموحد” في الحولة سابقاً.
ويعتبر كثيرون من أهالي ريف حمص الشمالي، أن منهل الصلوح هو عراب “المصالحة” للريف، وكان المدافع الاول عن “اتفاق القاهرة” بين رئيس “تيار الغد” احمد الجربا، وبين الروس، والذي لم يكتب له التنفيذ بسبب معارضة فصائل المعارضة الأخرى وعلى رأسها “حركة احرار الشام”.
وكان الصلوح عضو “هيئة التفاوض” عن ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، التي وقعت اتفاق التهجير الذي فرضه الجانب الروسي على المعارضة مطلع أيار/مايو 2018. وبعد الاتفاق اختار الصلوح البقاء في الريف، و”التسوية” مع النظام، هو وأغلب عناصر “لواء التوحيد”، قبل انضمامه لـ”قوات النمر” بعد خروج اخر قافلة للمعارضة من الريف، واعلان قوات النظام السيطرة على المنطقة بشكل كامل.
وشارك الصلوح بعد “التسوية” بإرسال مقاتلين من الريف إلى البادية السورية لقتال “داعش”، إلى جانب قوات النظام، كما تطورت علاقته مع الجانب الروسي، وكان من مروجي فكرة تطويع شبان ريف حمص الشمالي في صفوف الشرطة العسكرية الروسية التي كان من المفترض تشكيلها في المنطقة نهاية العام 2018.
ورجّحت مصادر “المدن” أن وقت التخلص من الصلوح قد حان، بعد انتهاء حاجة النظام لخدماته. في حين أشار البعض إلى أن الصلوح بدأ يثير القلق لدى قوات النظام في ضوء تقوية علاقته بالجانب الروسي بشكل مباشر.
المصدر: المدن