خرج المئات من قاطني مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية نحو مناطق سيطرة قوات النظام، عبر «تسوية أوضاعها» بوساطات شخصية لعرابين في المنطقة هناك، بحسب المرصد السوري، غداة دعوة موسكو واشنطن للدخول في محادثات لإزالة مخيم الركبان في جنوب سوريا.
ويشهد مخيم الركبان المنسي والواقع قرب مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، في أقصى الجنوب الشرقي من سوريا، استمرار الأوضاع المأساوية التي يعايشها عشرات الآلاف من الأشخاص القاطنين في هذا المخيم، حيث تواصل أسعار المواد الغذائية التي تباع في المخيم ارتفاعها وسط فقدان حليب الأطفال، فضلاً عن انعدام بعض الأدوية التي يحتاجها قاطنو المخيم، بالإضافة لاستمرار قوات النظام بقطعها للطريق الواصل إلى المخيم. وقد دفعت هذه الأسباب، بالإضافة لحالات الوفاة التي جرت بالمخيم بسبب نقص الرعاية الطبية وشح الغذاء والدواء اللازم، إلى الخروج.
وحصل المرصد على معلومات تفصيلية حول عمليات التسوية من مصادر محلية وأهلية في المخيم، التي أبلغت، أن عملية الخروج تجري عبر أشخاص دون وجود أي جهة ضامنة، حيث بلغ عدد الخارجين منذ شهر فبراير (شباط) الفائت، نحو 700 شخص، كان أكبرها الدفعة التي خرجت خلال الأسبوع المنصرم والتي بلغت 150 شخصاً، فيما تجري عملية الخروج بدفع مبلغ مالي يصل إلى 200 ألف ليرة سورية، تدفعها العائلة الراغبة بالخروج للسيارة التي سوف تنقلهم إلى مناطق سيطرة قوات النظام. وهناك يتوجب عليهم دفع مبلغ مالي آخر متفاوت مقابل إجراء «تسوية»، فبعض العائلات دفعت مبلغ 50 ألف ليرة سورية وأخرى دفعت أضعافها ووصلت إلى 300 ألف ليرة سورية. بعد ذلك يتم نقل الخارجين إلى مخيمات إيواء تابعة لقوات النظام في حسياء والأورس وغيرها، وهي مدارس خالية ليبقى الخارجون هناك فترة زمنية ريثما يتم إجراء «التحقيقات الأمنية اللازمة». وأضافت المصادر للمرصد، أن الفصائل المسيطرة على المخيم لا تمانع ولا تتعرض لأي راغب بالخروج من المخيم.
وكان المركز الروسي للمصالحة السورية، قد دعا السبت، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، إلى الدخول في المحادثات المقرر انطلاقها في 2 أبريل (نيسان) الحالي (غداً)، في معبر جليب في محافظة حمص من أجل المشاركة في اجتماع حول إزالة مخيم الركبان.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قوله، يوم الأربعاء الماضي، إن دمشق ترغب أيضاً في أن يغادر اللاجئون مخيم الركبان، وإنها أعدت قافلة من المركبات جاهزة لنقلهم في أي وقت، وعلى الولايات المتحدة أن تسمح للاجئين بالرحيل.
وقالت وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي إن السلطات السورية مستعدة لتوفير ظروف معيشية مناسبة لسكان المخيم إذا تم إجلاؤهم. ويقع مخيم الركبان، الذي يضم حوالي 40 ألف نازح، في جنوب سورية.
المصدر: الشرق الوسط