ناشدت فعاليات مدنية في المناطق المحررة شمالي سوريا، المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية، الوقوف إلى جانب النازحين الجدد من ريفي ادلب الجنوبي وحماة الشمالي إلى المناطق الحدودية مع تركيا، بحسب مراسل “المدن” محمود الشمالي.
وتأتي المناشدة بعد نزوح 715 ألف شخص، ما بين 2 شباط و29 تموز، بحسب احصائيات “منسقو الاستجابة”. وتتبع قوات النظام وروسيا طريقة تركيز القصف على الأماكن المكتظة بالمدنيين لقتل أكبر عدد منهم، ولتشكيل عامل ضغط يجبرهم على النزوح ويرهب المناطق الأخرى.
مدير “فريق منسقو الاستجابة” محمد حلاج، قال لـ”المدن”، إن النظام لجأ الى مرحلة جديدة من التصعيد وهي تهجير المدن الكبرى كمدن معرة النعمان واريحا وخان شيخون وسراقب وجسر الشغور، بالإضافة الى تهجير القرى والبلدات الواقعة بين الطريقين الدوليين m4 وm5 اللذين يُفترض افتتاحهما أمام حركة المرور بين مناطق النظام والمعارضة، بحسب مخرجات أستانة.
وبحسب الحلاج، فالنظام يعتمد استراتيجية خلق موجات من النزوح التراكمي للسكان، إذ يبدأ بقصف المناطق القريبة من خطوط التماس ومن ثم يوسع القصف تدريجياً إلى المناطق الأعمق وصولاً إلى مدينة إدلب، ما يسبب موجات نزوح متتالية، باتجاه المناطق الأكثر أمناً.
وبهذه الاستراتيجية ينزح المدنيون تدريجياً إلى المناطق الأقرب من مناطقهم الأصلية، ومنها إلى المناطق الحدودية المكتظة، والتي تمتد على طول الحدود مع تركيا، ما يُخلّف تراكماً كبيراً للسكان يفوق القدرة الاستيعابية للمنطقة.
كما عمد النظام وروسيا إلى التضييق على السكان بالتركيز على استهداف وتدمير المرافق الحيوية من محطات ضخ المياه ومراكز الدفاع المدني والمرافق الصحية، بشكل مباشر. المكتب الإعلامي في مديرية صحة حماة، قال لـ”المدن”، إنه منذ بداية الحملة العسكرية تم استهداف 13 نقطة طبية في حماة، و20 منشأة في إدلب، بشكل مباشر.
العدد الكبير للنازحين رفع ايجارات المنازل، واضطر النازحون لافتراش الأرض تحت الأشجار، بانتظار المنظمات لتقدم لهم الخيام، بحسب ما قاله لـ”المدن”، محمد العلي، النازح من ريف ادلب الجنوبي الى مدينة سلقين شمال غربي إدلب.
القصف الأخير أجبر أكثر من 150 عائلة من مدينة كفرزيتا على النزوح منها، بعدما نزحوا قبل ذلك إلى المزارع. الناشط الإعلامي محمد العموري، قال لـ”المدن”، إن الإمكانيات المادية للنازحين ضعيفة، خاصة المزارعين من ريف حماة الشمالي الذين خسروا أرضهم ومحاصيلهم. في كفرزيتا قُتِلَ قبل أيام 6 مدنيين، اضطروا للبقاء لجني الفستق الحلبي.
مجلس كفرزيتا المحلي اشترى 22 دونماً في بلدة بابسقا قرب مدينة سرمدا على الحدود مع تركيا، بسعر 1200 ليرة سورية للمتر الواحد، على نفقة من يرغب من أهالي كفرزيتا الاستقرار مؤقتاً بدلاً عن استئجار منازل او مزاحمة النازحين في المخيمات القديمة.
مجلس بلدة النقير المحلي جنوبي ادلب، استأجر 29 دونماً في سرمدا، لإيواء 185 عائلة، وطالب المجلس المنظمات الإنسانية إلى تقديم خدمات المياه والصرفي الصحي وتعبيد الطرقات داخل التجمع.
المصدر: المدن