أكرم عطوة
غيابٌ.. يَتلوهُ غيابْ
والدّمعةُ تَتحجّرُ في مقلة العينِ
ترفضُ الإنسيابْ
والسكونُ لايكونُ.. إلا في حضرة الغيابْ
تتزمّرينَ .. وتسألينَ: .. من أغلق الأبوابْ؟
الريحُ تُنكرُ .. والروحُ تصيحْ من أغلقَ الأبوابْ؟
جئتُ من صقيعِ الأرضِ
أحملُ حُلماً بدفءٍ الصيفِ
. حين يأتي في منتصفِ الشّتاءْ
وتحتجبُ الشّمسُ.. وتُعلنُ الحدادْ
تلبسُ السّوادْ
لا تقولي: من أنتْ؟
تعرفينَ اللغةَ والصوتَ وحتى الغناءْ
لا تقولي: من أنتْ؟
فأنا الذي كنتُ الجريحَ .. منْ جُرحكْ
وأنا الذي كنتُ الساكنَ .. في روحكْ
وتسألينَ .. كالغرباءْ
وتنسينَ أنّكِ الهواءْ
شهيقاً أشهقُ .. بلا زفيرْ
وزفيراً أزفرُ .. بلا شهيقْ
في كلّ ليلةٍ .. أنتظرُ الليلَ ..
والصبرُ ينتحرُ .. والصدرُ يضيقْ
وتنسينَ أنّكِ الماءْ
لماذا تَركتِ الماءَ يتسرّبُ من يديّا ؟
هيّا اسألي، وأجيبي .. هيّا
فأنتِ تعرفينَ أبجديتي
تعرفينها من الألفِ وحتى الياءْ
ياشقيقةَ الروحْ
عند هذا المساءْ
وعند كلّ مساءْ
افتحي نافذةَ الروحْ
لتعرفي روحي
إلى أين تذهبُ .. وإلى أين تروحْ ؟