قام الجيش الأميركي بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الكردية – العربية بعملية إنزال جوي جديدة في ريف دير الزور في شرق الفرات، استهدفت اعتقال عناصر من «داعش» بعد مرور أكثر من سنة على القضاء على مناطقه في سوريا والعراق، في وقت أُفيد فيه بأن التنظيم صعّد عملياته في الشهر الماضي لتصل إلى 43 ضد قوات النظام والأكراد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن التحالف الدولي نفّذ عملية إنزال جديدة ضمن ريف دير الزور الشرقي، مستهدفاً منزلاً في بلدة الشحيل «يعود لشخص مقيم خارج القطر، وتقطنه عائلة نازحة من ريف البوكمال، حيث داهمت قوة من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف المنزل، واعتقلوا الرجال من العائلة، من دون معلومات عن أسباب الاعتقال حتى اللحظة. كما جرى قتل عنصر سابق بـ(ديوان العقارات) لدى تنظيم (داعش) عقب إطلاق الرصاص عليه، وهو يسكن جانب المنزل المستهدف».
من جهتها، أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن مروحيات تابعة للتحالف الدولي «نفذت إنزالاً جوياً في قرية الشحيل، واعتقلت شخصاً من أهالي القرية، بعد تطويق القرية من قبل مجموعات (قوات سوريا الديمقراطية) واختطفت شخصاً من منزله في حي الشبكة بالقرية، وقادته إلى جهة مجهولة». وأضافت: «تشهد قرى وبلدات عديدة من ريف دير الزور مظاهرات للأهالي تطالب بخروج القوات الأميركية ومجموعات (قسد) من مناطقهم، وتندد بممارساتهم العدوانية ضد الأهالي ما يزيد من عدوانها على التجمعات السكانية في تلك المناطق، حيث فرضت في الـ8 من مارس (آذار) الماضي حصاراً على مدينة البصيرة، ومنعت الأهالي من الدخول والخروج وذلك بالتزامن مع خروج أهالي بلدة محيميدة بمظاهرة نددوا خلالها بممارسات مجموعات (قسد) ضدهم».
وكان «المرصد السوري» رصد في الـ19 من الشهر الحالي، عملية إنزال جديدة للقوات الأميركية، ضمن ريف دير الزور، إذ استهدفت العملية الجديدة «أحد المنازل في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي، حيث جرى تفتيش المنزل بشكل دقيق برفقة قوة من (قوات سوريا الديمقراطية)، بالإضافة لاعتقال شخص من المنزل دون أي مقاومة تُذكر». وأضافت: «لم ترد معلومات حتى اللحظة عن هوية المعتقل فيما إذا كان قيادياً في تنظيم (داعش)، أو على صلة، ونفذت قوات الجيش السوري عملية لتأمين الطرق الرئيسية بين مدينتي حماة ودير الزور، ومدينتي الرقة وحمص، وسط تزايد نشاط «داعش» في البلاد.
وذكرت وسائل إعلام سورية أن دراجة نارية مفخخة انفجرت مساء الخميس في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأشارت وكالة «سانا»، إلى أن «دراجة نارية مفخخة كانت مركونة وسط سوق مدينة البصيرة التي تسيطر عليها (قوات سوريا الديمقراطية) بريف دير الزور الشمالي انفجرت متسببة بمقتل وجرح عدد من المدنيين». وأكدت أن «قسد» فرضت على الفور طوقاً أمنياً حول منطقة الانفجار.
ونفذت قوات الجيش السوري عملية لتأمين الطرق الرئيسية بين مدينتي حماة ودير الزور ومدينتي الرقة وحمص، وسط تزايد نشاط «داعش» في البلاد.
وقال «المرصد» إن التنظيم يواصل عملياته ضمن الأراضي السورية، تلك العمليات التي شهدت الشهر الماضي تصاعداً ملحوظاً بشكل كبير، تستهدف مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية في البادية، و(قوات سوريا الديمقراطية) في منطقة شرق الفرات». وتابع أنه «رصد تنفيذ التنظيم لـ43 عملية منذ بداية شهر رمضان، تنوعت بين تفجير وهجوم واستهداف وكمين، ولم تُجدِ حملات (قسد) والتحالف الأمنية نفعاً بالحد من نشاط التنظيم وخلاياه، كما أن تعزيزات وتحصينات قوات النظام والإيرانيين المتواصلة في البادية السورية لم تمنع التنظيم من تنفيذ عملياته».
وفي مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الموالية، رصد «المرصد» 11 عملية لتنظيم «داعش» تنوعت بين هجمات وتفجير عبوات وتصفية، أسفرت تلك العمليات التي تركزت في باديتي حمص ودير الزور عن مقتل 37 من قوات النظام والميليشيات الموالية، بالإضافة لمواطنة قضت بعملية إعدام ميداني للتنظيم.
وضمن مناطق «قوات سوريا الديمقراطية»، تم تسجيل «32 عملية تنوعت بين تفجير وهجوم من قبل خلايا التنظيم، تركزت غالبية العمليات ضمن مدن وبلدات الريف الشرقي لدير الزور، وتسببت بمقتل 21 شخصاً، هم: مسؤول المحروقات ضمن شركة (سادكوب) التابعة لمجلس دير الزور المدني وشخص آخر كان برفقته، و5 مدنيين، من ضمنهم مواطنة، فيما البقية من (قوات سوريا الديمقراطية)، فضلاً عن سقوط جرحى في صفوف عناصر (قسد) والمدنيين».
المصدر: الشرق الأوسط