محمد الأحمد
كثفت قوات النظام السوري قصفها المدفعي والصاروخي، الاثنين، مستهدفةً العديد من القرى والبلدات في منطقة جبل الزاوية، ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها)، بالإضافة لصواريخ وقذائف استهدفت أطراف القواعد التركية المنتشرة في جبل الزاوية، والقريبة من خطوط التماس مع قوات النظام.
وقال الناشط محمد الضاهر العامل في منطقة إدلب، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا كثّفت، اليوم الاثنين، قصفها المدفعي والصاروخي مستهدفةً ما يزيد عن 20 بلدة وقرية في منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، لافتاً إلى أن القصف أدى لوقوع قتيلين في كلٍ من قريتي بليون ودير سنبل الواقعتين في الطرف الجنوبي من منطقة جبل الزاوية، جنوب إدلب، مضيفاً أن القصف طاول أيضاً قرى وبلدات في منطقة سهل الغاب غربي محافظة حماة.
وأكد الضاهر أن القصف استهدف محيط النقاط العسكرية التركية المنتشرة على أطراف بلدات بليون، وكنصفرة، ودير سنبل، والبارة جنوب إدلب، والقريبة من خطوط التماس الفاصلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية. ولفت إلى أن نوعية الصواريخ التي استهدفت القرى والبلدات ومحيط القواعد التركية روسية الصنع من نوع “سميرتش”، وهي ذات قوة تدميرية كبيرة.
وحول تعمد النظام وروسيا تركيز القصف على محيط القواعد التركية المنتشرة في إدلب، وتحديداً منطقة جبل الزاوية، يعتقد العقيد مصطفى بكور، المتحدث الرسمي باسم “جيش العزة”، أحد الفصائل العاملة في غرفة عمليات “الفتح المبين”، أن التصعيد الأخير من قبل النظام وروسيا يأتي في إطار التحضير لجولة جديدة من “مباحثات أستانة”، التي يتم الحديث عنها في الأوساط الدولية.
وأضاف بكور في حديث لـ”العربي الجديد”: “اعتدنا على التصعيد العسكري الروسي قبل كل جولة من أستانة، في ضغط روسي على تركيا من أجل الحصول على تنازلات من قبل أنقرة في الملف السوري، وخاصةً أن القصف بدأ اليوم يستهدف محيط النقاط التركية المنتشرة جنوبي محافظة إدلب”، مرحجاً أن تزداد وتيرة القصف شيئا فشيئاً خلال الأيام القادمة بالتزامن مع اقتراب موعد الجولة الجديدة من “مسار أستانة”، للضغط بشكل أكبر على الجانب التركي.
ويرى القيادي في المعارضة السورية أن مسألة القيام بعمل العسكري من قبل النظام وروسيا باتجاه إدلب يتعلق بنتائج اجتماعات “أستانة”، مُشيراً إلى أن كافة الأعمال العسكرية منذ انطلاق “أستانة” وحتى الآن كانت مرتبطة بنتائج هذا المسار.
وكان المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، قد صرح لوكالة “تاس” الروسية، الجمعة، بأن الجولة الـ16 من مسار “أستانة” حول سورية ستُعقد مع الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) في العاصمة الكازاخية نور سلطان، قبل نهاية يونيو/ حزيران الحالي.
في سياق منفصل، قُتل مدني وجرح آخرون، بينهم طفل، إثر انفجار نفذه انتحاري يرتدي سترة ناسفة داخل السوق الشعبي في بلدة الراعي، القريبة من الحدود التركية شمالي محافظة حلب.
وقال الناشط أحمد إسلام، لـ”العربي الجديد”، إن الانتحاري فجر نفسه في تجمع للمدنيين وسط السوق الرئيسي لبلدة الراعي شمالي محافظة حلب، مؤكداً أن الانفجار أدى لمقتل مدني نازح من بلدة دير حافر شرق حلب، بالإضافة إلى إصابة تسعة مدنيين، من بينهم طفل، بعضهم في حالة خطرة.
وتشهد المناطق التي يُسيطر عليها “الجيش الوطني” المعارض، الحليف لتركيا، فلتانا أمنيا كبيرا، من خلال عمليات تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تستهدف الأسواق الشعبية شمال شرق حلب، بالإضافة لحوادث الاغتيال التي طاولت العديد من العسكريين والنشطاء، لا سيما أن القوى الأمنية في الجيش أطلقت قبل أسابيع حملة أمنية ضد خلايا التنظيمات، مثل “قسد” و”داعش” ،في مدينة الباب ضمن منطقة “درع الفرات” شرقي محافظة حلب، والتي أدت لاعتقال عدة أشخاص مشتبه بهم.
من جهة أخرى، قُتل النقيب علاء معلا، وهو ضابطٌ يعمل في “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام، بالإضافة لكلٍ من سعد الدين زكريا نصر، وباسل صلاح الدين محمود، وهما عنصران يعملان بالفرقة ذاتها، إثر كمين نفذته خلايا تنظيم “داعش” استهدف سيارة عسكرية لـ”الفرقة الرابعة” في بادية تدمر شرقي محافظة حمص.
وأكدت مصادر من أبناء البادية، لـ”العربي الجديد”، أن ضابطاً برتبة ملازم أول يدعى أحمد غيث عبود، ينحدر من قرية حارة بريف محافظة القنيطرة جنوبي سورية، قُتل اليوم الاثنين جراء الاشتباكات التي اندلعت بين عناصر النظام من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، في بادية الشولا جنوب غربي محافظة دير الزور، شرقي سورية.
وشنت الطائرات الحربية الروسية خلال الـ48 ساعة الماضية ما يزيد عن 30 غارة جوية، مستهدفة مواقع وكهوفاً تتخذها خلايا تنظيم “داعش” في كلٍ من منطقتي الشولا وكباجب جنوب غربي محافظة دير الزور، والرصافة وصفيان غربي محافظة الرقة، وباديتي تدمر والسخنة شرقي محافظة حمص، وطريق “أثريا – خناصر” جنوبي حلب وشرقي حماة، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مليشيا “لواء القدس” المدعومة من روسيا من جهة، وخلايا التنظيم من جهة أخرى، في سلسلة جبال العمور، شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
المصدر: العربي الجديد