وائل عصام
أٔثارت تحركات القوات الروسية في ريف الرقة الشمالي عند جبهات منطقة «نبع السلام» تساؤلات حول دلالاتها وتوقيتها.
ووفق مصادر محلية، أنشات القوات الروسية نقاطاً عسكرية عدة بمحاذاة انتشار فصائل «الجيش الوطني» المدعوم تركياً، في ريف الرقة الشمالي. وأوضحت المصادر لـ«القدس العربي» أن القوات الروسية أقامت نقاطاً في قرية رنين جنوب بلدة سلوك، وفي الشركراك جنوب مدينة تل أبيض، بالإضافة إلى التروازية، في حين يتم العمل على إنشاء نقاط أخرى ما زالت قيد التجهيز مثل نقطة في محيط صوامع العالية، وأخرى في محيط المبروكة في مدينة رأس العين في شمال الحسكة.
كما قال موقع «نداء بوست» المحلي، أن هناك قواعد روسية تضم مجموعة من العناصر المجهَّزين بعتاد وأسلحة خفيفة يتراوح عددهم بين 20 و50 عنصراً، بالإضافة إلى 5 مدرعات داخل كل نقطة. وتشهد المنطقة اشتباكات شبه دائمة بين قوات «الجيش الوطني» المدعوم تركيا وميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تكثف من عملياتها الهادفة إلى محاولة إيقاع قتلى في صفوف فصائل المعارضة. ودخلت روسيا المنطقة في أعقاب انتهاء عملية «نبع السلام» في العام 2019، وذلك بعد اتفاق مع تركيا جرى التوصل إليه في منتـجع سوتشي الروسي في حـينها.
وفي قراءته لأهداف الخطوة الروسية، اعتبر نائب المسؤول السياسي في «لواء السلام» أحد تشكيلات «الجيش الوطني» هشام سكيف، أن روسيا تحاول إعادة ترتيب القوى في سوريا، من خلال تثبيت نقاط انتشار لها في منطقة شرق الفرات، وعلى مقربة من مناطق انتشار الجيش التركي.
وقال لـ«القدس العربي» تخشى روسيا من التقارب التركي – الأمريكي، وتضع في الحسبان أي انسحاب للقوات الأمريكية لحساب قوات المعارضة وأنقرة ضمن تفاهمات شبيهة بـ«نبع السلام».
وفي السياق ذاته، استبعد المسؤول السياسي أن يكون هدف روسيا استدامة الهدوء على جبهات «نبع السلام» وقال: «لا أعتقد أن روسيا مهتمة بموضوع الهدوء الآن، فهي مهتمة بالسيطرة على الطرق التجارية وهذه نقطة مهمة أخرى على هذه المناطق، المطلة على الطريق الدولي (حلب- الحسكة) شريان التجارة الداخلية والخارجية.
والأحد، أكدت وزارة الدفاع التركية، تحييد 14 عنصراً من مليشيا قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في منطقة «نبع السلام» شمال سوريا، وقال وزير الدفاع خلوصي أكار، إن مكافحة الإرهاب مستمرة بوتيرة متزايدة، مشيراً إلى أن الإرهابيين كانوا على مدخل منطقة عملية «نبع السلام».
وفي قراءة أخرى، يرى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، في اتصال مع «القدس العربي» أن الخطوة تتم بتنسيق روسي- تركي، ويشير إلى تزامن وقف القصف الروسي على قرى وبلدات إدلب، مع انتشار النقاط الروسية في ريف الرقة، ويضيف: «لو كان ثمة تعارض بين الجانبين الروسي والتركي في هذه الخطوة، لكانت روسيا استقدمت المزيد من الجنود والعتاد إلى المنطقة، لكن ما يشير إلى وجود اتفاق بين الطرفين هو محدودية عدد القوات الروسية، مقارنة بتلك القواعد والجنود في مناطق أخرى». وبذلك يتضح لخليفة أن «الهدف من نشر روسيا لقواتها في هذه المنطقة، هو إنشاء قوة فصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)».
وما يدلل على ذلك، وفق خليفة، الإعلان قبل أسبوع عن توصل تركيا وروسيا، إلى اتفاق لحل مشكلة المياه والكهرباء في منطقة «نبع السلام». وكانت كالة «الأناضول» قد أكدت نقلاً عن مراسلها، أنه بفضل التنسيق والتعاون بين الوفدين التركي والروسي تم التوصل إلى اتفاق يوفر الكهرباء لـ200 ألف مدني يعيشون في منطقة عملية «نبع السلام» بالإضافة إلى توفير مياه الشرب لسكان الحسكة وبلدة تل تمر.
المصدر: «القدس العربي»