محمد علي الحايك
في دوحة الروحِ أزهارٌ وأطيارُ
حبٌّ يغرّدُ والأطفالُ أقمارُ
يمشي “محمدُ” فوقَ العشبِ هرولةً
يلهو ويلعبُ في عينيه أسرارُ
يُداعبُ النجمَ والأحلامُ ساهرةٌ
كالنحلِ في ضحكاتِ الزهرِ سُمّارُ
وينهضُ “القمرُ” السحريُ مرتدياً
عباءةَ الشعرِ فالأكوانُ أنوارُ
ينامُ بين ضلوعِ الليل مبتهلاً
بأن تعودَ إلى الأحياءِ عشتارُ
“عمارُ” يطلقُ في الآفاقِ صيحتهُ
برقٌ ورعدٌ به الخيراتُ أمطارُ
يصحو مع الشمس يكسوها مشاغبةً
إلى المغيبِ وعند الليلِ سهّارُ
نيسانُ يحملُ من “بيسانَ” فرحته
طلٌ وفلٌ وريحانٌ وأزهارُ
والشعر ُيكتبُ من “ريماسَ” أحرفه
تبرٌ وماسٌ وجناتٌ وأطيارُ
تباركَ اللهُ في فيضٍ يعمُ إذا
جاءت “لجينُ” فماءُ النهرِ أنهارُ
في عيد مولدها “ليلاسُ” قد نطقت
طابَ الكلامُ وطابت فيه أخبار
وبهجةُ الفجرِ في إصباحه “رغدٌ”
عطرٌ يفوحُ على الدنيا ونوارُ
و”الجودُ” من كرمِ المولى كحاتمِه
على الزمانِ بيومِ العسرِ إيثارُ
ينافسُ البدرَ في إشراقِ طلعته
كالحبِّ في همساتِ الليلِ إبهارُ
والياسمينُ “ملاكُ” الروحِ أحملهُ
نبضاً تألقَ في كفيهِ أشعارُ
له الحدائقُ أحواضٌ يطوفُ بها
“رضوانُ” خيرٌ وأشواقٌ وإعمارُ
و”الرندُ” من شجرِ الأفراحِ أحسبه
ورداً تفتّحَ في بردّيه أزرارُ
“كنانُ” زقزق كالعصفور في أفقٍ
“يمانُ” غنى وشدو الروح أثمارُ
جاءتْ (رنيمُ) إلى الدنيا كقارئةٍ
كتابَ حُبٍّ به الترحابُ أسفارُ
أما الأميرةُ (ميرالٌ) فإنَ لها
تاجاً من الحُسنِ تسمو فيه أفكارُ
(سلطانُ) يصعدُ للعلياءِ مُبتهجاً
إنّي إلى حلباتِ المجدِ كرّارُ
وصحوةُ الشوقِ في إشراقها (أنسٌ)
نورٌ من العلمِ والإيمانِ مدرارُ
يا ربِ سلم لأغصاني براعمها
واحفظ غصوناً لها في الحبِّ أشجارُ