أفرجت فصائل “الشريان الواحد” في السويداء عن ضباط وعناصر من قوات النظام والأجهزة الأمنية، كانوا محتجزين لديها على خلفية اختفاء الناشط المعارض مهند شهاب الدين. وتزامن ذلك مع انشقاق بعض فصائل “الشريان”، وغموض يحيط بمصير شهاب الدين، بحسب مراسل “المدن” زين الحلبي.
مصدر من “الشريان الواحد”، قال لـ”المدن”، إنهم أفرجوا عن المحتجزين تجنباً لوقوع صدامات “لا تحمد عقباها”، وذلك بعد شعورهم أن النظام يحاول جرهم لمواجهات ستستنزف قدراتهم، وعدم قبول مسؤولي النظام في السويداء أي تفاوض على الضباط والعناصر المختطفين، منكرين علاقتهم بخطف شهاب الدين، بشكل مطلق.
وأكد المصدر حصول “الشريان” على وعود من مشايخ العقل وهيئات دينية بالعمل على كشف مصير شهاب الدين، في أقرب وقت ممكن، مقابل تسليم المحتجزين لديهم. وكانت فصائل “الشريان” قد خطفت عناصر للنظام، وأطلقت سراح الدروز منهم مباشرة، لكن النظام اعتقل العناصر الدروز.
وبيّن مصدر خاص لـ”المدن”، أن فصائل “الشريان” تعرضت لضغوط كبيرة من الهيئات الروحية ووجهاء اجتماعيين وقادة مليشيات موالية، تزامناً مع تهديدات قوات النظام لهم. حالة الضغط أدت لتزايد الشرخ بين فصائل “الشريان” المنقسمة على بعضها أصلاً، في ظل غياب العمل المنظم والعشوائية. وقد حاولت الفصائل تسليم المحتجزين من النظام لديها في منزل الشيخ وحيد البلعوس بالمزرعة، لكن شيخ العقل يوسف جربوع أصر على تسلمهم في “دار الطائفة” في السويداء. وتوسط شيخ العقل الثاني حمود الحناوي، مع الفصائل لتسليم المخطوفين في “دار الطائفة”، حيث كان بانتظارهم في عين الزمان مندوب القوات الروسية في السويداء وقادة فروع الأجهزة الأمنية، الذين “تعهدوا” بالبحث عن مهند.
قيادة “قوات الفهد” أعلنت أنها لم تكن طرفاً في الأحداث التي تخص شهاب الدين، لكنها تتابع قضيته “بالطرق والوسائل المتاحة”، معتبرة أن مصيره يحيطه الغموض. وتنصّل البيان من تبعية “قوات الفهد” لـ”الشريان الواحد”، وأشار إلى أنهم محافظون على مبادئ “خط الكرامة” الذي رسمه الشيخ البلعوس، كما أنهم “ليسوا معارضين ولا موالين، وبريئون من أي نقطة دم سالت أو حالة خطف جرت في التطورات الاخيرة”.
“قوات شهبا الكرامة” أعلنت بدورها الانفصال عن “الشريان الواحد”. وتؤكد مصادر “المدن” أن الأيام المقبلة ستشهد انشقاقات جديدة في “الشريان”.
أحد أقارب شهاب الدين، قال لـ”المدن” أن رضوخ “الشريان” وتسليم المحتجزين لديها للنظام من دون الحصول على ضمانات حقيقية بخصوص مهند، تثير قلقهم. فالنظام هو الوحيد المسؤول عن خطفه.
قائد “حركة رجال الكرامة” الشيخ يحيى الحجار، كان قد اشترط قبل أيام، للتدخل في حل قضية مهند، أن ترفع بقية الفصائل يدها عن الملف. وأشار إلى أنهم ضد اي حالة اعتقال تعسفي، وأكد قدرتهم على إطلاق سراح مهند إذا كان معتقلاً لدى النظام “في حال لم يكن متورطاً بأي أعمال تسيء للجبل”.
المصدر: المدن