على وقع التوتر الأميركي الإيراني المتواصل، أعلنت واشنطن، الإثنين، عن إرسال ثلاث سفن حربية؛ بينها واحدة هجومية، إلى الخليج، بينما طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الدول بحماية ناقلاتها النفطية من المخاطر، غامزاً من قناة الدول الخليجية في تساؤله “لماذا نحمي طرق الشحن بلا تعويض؟”.
وقالت البحرية الأميركية، في بيان، بحسب ما أوردت وكالة “أسوشييتد برس”، إنّ السفينة الحربية الأميركية الهجومية البرمائية “USS Boxer”، وسفينة النقل البرمائية “USS John P. Murtha” ، وسفينة إنزال المركبات البرمائية “ship USS Harpers Ferry” وصلت إلى منطقة الأسطول الخامس.
ويتمركز الأسطول الخامس الأميركي في منطقة الخليج بالبحرين، وهو مسؤول عن القوات البحرية في منطقة الخليج والبحر الأحمر وبحر العرب وأجزاء من المحيط الهندي.
ولم يوضح بيان البحرية الأميركية، أي تفاصيل حول المكان الذي جاءت منه السفن.
وتأتي هذه التطورات، في ظل زيارة يجريها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، للسعودية ولاحقاً إلى الإمارات؛ لإجراء محادثات حول الملف الإيراني، وتشكيل “تحالف استراتيجي” لمواجهة تهديداتها.
والشهر الماضي، كثّفت واشنطن من حملتها “الضغط الأقصى” من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” في المنطقة، رداً على مزاعم بأنّ إيران وحلفاءها يهددون بمهاجمة المصالح الأميركية.
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، إنّ على الدول الأخرى أن تحمي ناقلاتها النفطية، بما فيها الصين واليابان.
وأضاف في تغريدات على “تويتر”: “لماذا إذاً نحمي طرق الشحن لمصلحة الدول الأخرى (لسنوات عديدة) من دون أي تعويض. على كل هذه الدول حماية سفنها في رحلة لطالما كانت محفوفة بالمخاطر”.
وجدد ترامب مطالب الولايات المتحدة “البسيطة جداً” من إيران، بـ”الكف عن السعي لحيازة السلاح النووي وعن رعاية الإرهاب”.
ترامب الذي تراجع في اللحظة الأخيرة عن شنّ ضربات على أهداف إيرانية، رداً على إسقاط طهران طائرة مسيرة للبحرية الأميركية، الخميس، أكد نهاية الأسبوع الماضي، أنّه سيتم إعلان “عقوبات إضافية مشددة” ضد طهران الإثنين، من دون أن يحدد طبيعتها.
بدوره، قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران براين هوك، الإثنين، إنّ ترامب على استعداد للحوار مع إيران، بشأن اتفاق ترفع بموجبه العقوبات الأميركية “لكن يتعين على طهران الحد من أنشطة برنامجيها النووي والصاروخي، وكذلك دعمها وكلاء لها في المنطقة”، بحسب قوله.
وصرّح هوك، للصحافيين، بحسب ما أوردته “رويترز”، بأنّ الولايات المتحدة تبحث الموافقة على معاهدة سيصدق عليها الكونغرس الأميركي تقول إنّ الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران والقوى العالمية الكبرى “معيب” لأنّه لا يستند إلى أسس قانونية.
وقال هوك الذي كان يتحدث عبر الهاتف من سلطنة عمان؛ حيث يقوم بجولة في منطقة الخليج، قبل التوجه إلى باريس لشرح السياسة الأميركية للقوى الأوروبية “هذا رئيس يرغب بشدة في الجلوس مع النظام”.
وأضاف “أعتقد أنّ السؤال الذي ينبغي على الناس طرحه… لماذا تواصل إيران رفض الدبلوماسية”.
وقال هوك الذي اتهم طهران “بالرد العنيف على الضغط الدبلوماسي”، إنّه بوسع إيران المجيء إلى طاولة التفاوض أو مشاهدة اقتصادها “وهو يواصل الانهيار”.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران، التي بدأت أخيراً تعيد النظر في التزاماتها تجاه الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015، بعدما أعلن ترامب انسحاب بلاده منه، منذ عام.
وسعت إدارة ترامب، منذ ذلك الحين، إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران، متهمة إياها بدعم جماعات مسلحة، ومتابعة نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية.
وقال هوك، قبل إعلان مرتقب، في وقت لاحق اليوم الاثنين، بشأن فرض عقوبات أميركية جديدة “هم في ركود اقتصادي الآن، سيزداد الأمر سوءاً بشكل ملموس”، مشيراً إلى أنّه لا تواصل دبلوماسياً أو قناة سرية بين واشنطن وطهران في الوقت الراهن.
وأضاف أنّ عناصر اتفاق مع طهران تستلزم وضع حد للقبض على مزدوجي الجنسية في إيران وإنهاء دعم ما وصفه “الحرب بالوكالة” عن إيران في المنطقة.
والأربعاء الماضي، بدأ هوك، جولة خليجية، شملت كلاً من: السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، والكويت والبحرين وفق بيان للخارجية الأميركية، التي أشارت، آنذاك، إلى أنّه سيتوجه الأسبوع الجاري إلى أوروبا، للقاء مسؤولين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لبحث التطورات بشأن إيران.
واتهمت واشنطن وعواصم خليجية، طهران باستهداف سفن تجارية في مياه الخليج، ومحطتين لضخ النفط في السعودية، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج.
المصدر: العربي الجديد