أعلنت فصائل المعارضة المسلحة عن تصديها لسبع محاولات تقدم لمليشيات النظام الروسية باتجاه تل ملح والجبين بريف حماة الشمالي، بعدما وضعت المليشيات كامل ثقلها العسكري في المحاولتين السادسة والسابعة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بحسب مراسل “المدن” عبيدة الحموي.
“العصائب الحمراء” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، استغلت فشل المليشيات بالتقدم، وهاجمت نقطة لها في وادي عثمان شرقي الجلمة، وقصفت “الهيئة” مواقع النظام في وادي العثمان بصواريخ الغراد.
اعتماد الروس على مجموعات قتالية جديدة لم يحرز أي فارق على الأرض. وكانت مشاركة “قوات النمر” و”المخابرات الجوية” خجولة مقارنة مع مشاركة القوات المستقدمة حديثاً من “الحرس الجمهوري” و”لواء القدس الفلسطيني” والفرقة الثالثة” و”الفرقة السابعة”. وسبق أن فشلت “قوات النمر” في استعادة قريتي تل ملح والجبين، مما تسبب بالاستعاضة عنها بالمجموعات الجديدة.
مجموعات مليشيات النظام الجديدة لم تشكّل أي تغيير نوعي على أرض المعركة، إذ اتبعت تكتيك “قوات النمر” العسكري ذاته، فاعتمدت على التمهيد المكثف من الطيران الحربي على مناطق المعارضة وخطوط القتال الأولى وقصف مواقع المعارضة بمئات قذائف المدفعية.
وقصف الطيران الحربي الخطوط الأولى لفصائل المعارضة والخطوط الخلفية بأكثر من 80 غارة جوية ومئات قذائف المدفعية. واتبعت القيادة العسكرية لمليشيات النظام سياسة الترهيب ذاته مع عناصرها، وأعلنت أنها ستقتل أي عنصر ينسحب من أرض المعركة، وعملت على تبديل المجموعات المهاجمة في كل محاولة تقدم جديدة.
فصائل المعارضة التي تعمل ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين”، أبدت تنسيقاً عالياً بين محاور القتال، وخصوصا في توزع الآليات والعناصر على الجبهات. ويشارك في هذه المعارك “جيش العزة” وفصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام” وفصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا كـ”الجبهة الشامية”. ودفعت الفصائل بتعزيزات عسكرية إلى جبهات القتال مع اشتداد المعارك. وكانت فصائل المعارضة قد جهزت نفسها وعززت مواقعها وحصنت جبهات القتال وزرعت الألغام بالقرب من جبهات قوات النظام. وكانت الفصائل قد توقعت محاولة المليشيات استعادة السيطرة على تل ملح والجبين من خلال عمليات الرصد والمتابعة.
وبدأ الروس إنشاء معسكر جديد إلى الجنوب الغربي من قرية حيالين بريف حماة الشمالي الغربي، وقامت المليشيات بتجريف الأراضي الزراعية ورفع سواتر ونصب خيام جديدة باستخدام آليات هندسية. المعسكر الجديد هو مركز لتجمع المقاتلين من التشكيلات العسكرية المستقدمة حديثاً، ويشكل نقطة استناد جديدة للمليشيات على كافة جبهات القتال في ريفي حماة وإدلب. إذ يقع المعسكر الجديد في منطقة متوسطة بالنسبة لجبهات القتال وعلى مقربة من القيادة الروسية في مدينة السقيلبية، ويشكل خطاً دفاعياً في حال تمكن المعارضة من كسر خطوط المليشيات الدفاعية. وكانت القوات الروسية قد انشأت معسكراً جنوبي مدينة حلفايا، ووضعت فيه مدفعية وعتاداً عسكرياً تستخدمه لقصف مواقع المعارضة ومناطقها.
وواصل الطيران الحربي قصفه لمناطق المدنيين في ريف حماة، ونفّذ غارات على اللطامنة وكفرزيتا وقرى الأربعين والزكاة وحصريا بالتزامن مع قصف مدفعي عليها. في ريف إدلب الجنوبي تعرضت كفرنبل وكفرسجنة وكفروما وحزارين والشيخ مصطفى ومدايا لغارات من الطيران الحربي، في حين تعرضت بلدة الهبيط وقرية عابدين لقصف صاروخي براجمات الصواريخ.
المصدر: المدن