أحمد مظهر سعدو
ما آلت إليه أحوال الثورة السورية، وما وصلت إليه الأمور من قتل مستمر، وقضم متواصل للمناطق التي هي خارج سيطرة النظام السوري المجرم، وكذلك التهجير القسري المتتابع الذي جعل جل الشعب السوري في الشمال السوري، ومنه بالضرورة أهالي ريف دمشق الذين رفضوا المثول لإملاءات الاجرام الأسدي، حيث يتجمع اليوم في الشمال ما يزيد عن 4 ملايين سوري في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، إدلب وما حولها. كل ذلك دفع بالكثير من الثوار السوريين المدنيين إلى إعادة إنتاج عمل تجمعي سياسي يحاول لململة ما يمكن، وجمع ما هو متاح من أهالي سورية، وخاصة أهالي ريف دمشق الأكارم، وهو ما تعمل على صنعه اليوم نخبة من أهل الكرامة والحرية، حيث أسسوا ما أسموه (تجمع أحرار الثورة) واختاروا منسقًا عامًا لهم بشكل مبدئي، هو الأخ يوسف الغوش / أبو عماد ابن زملكا البار، المكافح العتيق الهادئ والعنيد، والذي يصر ومازال على إنتاج أية صيغة تدفع باتجاه إزالة وكنس الطاغية، المتربع غصبًا فوق رؤوس البلاد والعباد.
صحيفة إشراق بدورها سألته: لماذا تجمع أحرار الثورة اليوم؟ ومن أنتم بالضبط؟ وماذا تريدون أن تضيفوا لما هو موجود من أجسام، هل هو جسمًا جديدًا؟ أين يتواجد التجمع؟ وما موقفكم مما يجري في إدلب وما حولها اليوم؟ وهل تشاركون في التصدي للعدوان، أم أن حراككم سلميًا فقط؟ وكيف تقرؤون مستقبل الثورة السورية، بعد كل هذا التخلي؟ وهل أنتم تؤمنون بضرورة التشبيك والتعاون مع الآخرين في الساحة السورية؟
يوسف الغوش/ أبو عماد المنسق العام لتجمع أحرار الثورة قال لإشراق ” نتيجة للحرب التي شنها النظام الإرهابي وداعميه على الشعب السوري الثائر، انشغل أغلب السياسيين والمثقفين والناشطين في الداخل المحرر بالخدمة العامة لمعالجة تداعياتها المأساوية، وقد تم هذا على حساب العمل السياسي، في حين لم تستطع المعارضة الخارجية الرجوع إلى الأراضي المحررة وقيادة الثورة سياسيًا وعسكريًا وحكوميًا، حيث ضعف تأثيرها وباتت عرضة لابتزازات وولاءات دولية، وتذمر شعبي وعصيان فصائلي، مما أفقد الثورة السورية مرجعيتها السياسية الحقيقية، لهذا كان لابد من العمل السياسي بمرتكزيه الداخلي والخارجي، على أسس ثورية. فتمت الدعوة من قبل سياسيين ونشطاء لتجمع وطني لأحرار الثورة كنواة لحركة تحرر وطني واسعة التمثيل والعمل، لتحقيق الأهداف التي خرج الشعب السوري في ثورته لأجلها”. ثم أضاف الغوش ” يتواجد معظم أعضاء التجمع في الشمال السوري المحرر، وهم منفتحون على إخوانهم المهجرين في الخارج، وعلى المجموعات والهيئات والتجمعات السياسية الثورية المشابهة، لأجل الاندماج معها في جسم تمثيلي واسع”. عن ماهية عضوية التجمع أكد أنه ” فيما يتعلق بأعضاء التجمع فإن أغلبهم من دمشق وريفها، بحكم المعرفة عند التأسيس، مع التأكيد على أن التجمع وطني ثوري، وقد تم التعبير عن ذلك في النظام الداخلي، وبدأت أعداد مهمة من بقية المحافظات بالانضمام للتجمع، خاصة أنه لم تتم هيكلته تنظيميًا ولم ينتخب هيئته السياسية بعد”. وعن الموقف من العدوان على إدلب قال ” يأتي موقفنا الرافض للعدوان على مدن إدلب منسجمًا مع مسيرة أعضاء التجمع في مقارعة العصابات الأسدية وداعميها، ويشارك بعض أعضاء التجمع في المعارك الجارية وقد أصدر التجمع بيانًا ندد فيه بالمجازر المقترفة بحق شعبنا، ودعا المجتمع الدولي للوقوف مع حقوقنا في الحرية والاستقلال”. ثم أكد كذلك بما يخص الاستمرار بالثورة والانتصار على النظام المجرم بقوله ” رغم كل الخسائر والتراجعات التي تعرضت لها ثورة الشعب السوري نتيجة العدوان الذي شنه الطاغية وداعميه على شعبنا المظلوم، وبنتيجة القصور، واستمرار الأخطاء والانقسامات المحلية والصراعات الاقليمية والدولية، فيما عرف بالقضية السورية، فإن انتصار الشعب السوري على جلاديه ومحتليه مرهون بوحدة قواه الثورية السياسية والعسكرية والإدارية، وحشد الطاقات المتاحة في المعركة، وبناء علاقات دولية مفيدة وفضح جرائم النظام وملاحقته قانونيًا وإعلاميًا وسياسيًا.
المصدر: صحيفة اشراق