هبة محمد
لم تتغير أولويات النظام السوري، ومن خلفه روسيا، التي تهدف لإحداث خرق على محاور إدلب وحماة واللاذقية، عبر استراتيجية «الخطوة خطوة»، أي القضم التدريجي لإدلب من أطرافها الجنوبية الشرقية وما يقابلها من أرياف اللاذقية الشمالية، وهي معقل المعارضة السورية شمالاً والذي من المفترض أن يكون محمياً وفق اتفاق «سوتشي» الموقع بين الضامنين الدوليين في أيلول /سبتمبر الماضي من العام الفائت، لكن التصعيد الأخير والذي بدأه الحلف الروسي – الإيراني – السوري منذ شهر نيسان/أبريل، يكشف إصرار الأخير على فرض واقع ميداني جديد، مع تهميش أي اتفاق تهدئة مع أنقرة، وما يوحي ذلك بانتهاء وقف إطلاق النار، في سبيل الفوز بالمواقع الاستراتيجية والتي ستمنح الحلف مكاسب الإدارة والتحكم بالطرق التجارية الدولية في المنطقة.
وبعد فشلها في تحقيق إنجاز يذكر على المحاور المستهدفة، تقدمت قوات النظام السوري، الأحد، وانتزعت السيطرة على قرية المشيرفة، في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، لـ»القدس العربي»، ان فصائل المعارضة اضطرت للانسحاب من قرية المشيرفة بعد مئات الضربات الجوية والصاروخية. وأوضح ناجي مصطفى، ان «الكثافة النارية واستهداف المنطقة بأكثر من خمسين غارة ومئات القذائف الصاروخية على هذا المحور، أجبر الفصائل على الانسحاب لتفادي الضربات وسط سياسة الأرض المحروقة» لافتاً إلى ان المواجهات لا زالت مستمرة.
ويبدو ان قوات النظام السوري تحاول التقدم من قرية المشيرفة إلى أكثر من موقع، فيما تضع نصب عينيها بسط سيطرتها على ريف معرة النعمان الشرقي، وسط مواجهات عنيفة تخوضها ضد قوات المعارضة.
قوات النظام حاولت التقدم وفق حديث مصطفى، على اكثر من محور اهمها محور الكبينة الذي يشهد محاولات يومية، لكن الفصائل استطاعت شل كل هذه العمليات.
من جهتها قالت وكالة النظام الرسمية «سانا» ان وحدات من الجيش العربي السوري استعادت السيطرة على قرية المشيرفة في ريف إدلب، بعد اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية مع مجموعات المعارضة التي وصفتها بأنها «إرهابية» بريف إدلب الجنوبي الشرقي انتهت بالسيطرة على القرية.
وكانت قوات النظام ومن يساندها من ميليشيات عربية وأجنبية، قد أحكمت سيطرتها في الرابع عشر من الشهر الجاري على قرية اللويبدة غربية وتل خزنة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، كما سيطرت في آب الماضي على مدينة خان شيخون وبلدة الهبيط وقرى وبلدات عدة بريف إدلب الجنوبي وقرى ريف حماة الشمالي.
500 ضربة
ويترافق تقدم قوات النظام السوري في الميدان، مع ضربات جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي والسوري، على مدينة كفرنبل والقرى والبلدات المحيطة بها، كما شهدت أطراف مدينة معرة النعمان من الجهة الغربية قصفًا بالبراميل المتفجرة من قبل الطيران المروحي، واستهدف النظام السوري ايضاً بلدات وقرى أم الخلاخيل، والزرزور، الفرجة، والبريصة، والتينة، ورجم الحية، وتل دم» بريف إدلب الجنوبي الشرقي، لقصف مدفعي وجوي مكثف بعشرات الصواريخ والبراميل المتفجرة، ومئات القذائف المدفعية والصاروخية.
ورصد مصدر مطلع اشتباكات عنيفة اندلعت على محور المشيرفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بين قوات النظام من جهة والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية الروسية لمناطق في ريف إدلب، مستهدفة المشيرفة ومحيط صهيان وكرسعا، فيما قصفت قوات النظام البرية منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي الغربي.
وأحصى المرصد أكثر من 500 ضربة صاروخية ومدفعية، حيث «ارتفع عدد الغارات التي استهدفت كل من بلدة كفرنبل وكفرسجنة والشيخ بحر بمحيط مدينة إدلب وكنصفرة والمشيرفة وكرسعا ومحيط صهيان بريف إدلب الجنوبي والشرقي إلى 32، كما قصفت طائرات النظام الحربية محور تل دم وأبوشرجي والمشيرفة وأم الخلاخيل بـ8 غارات، فيما ألقت طائرات النظام المروحية براميل متفجرة على محيط بلدة كفرنبل وكفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، ومحور كبانة بريف اللاذقية الشمالي، ليرتفع عدد البراميل إلى 24 برميلاً». لافتاً إلى أن قوات النظام البرية قصفت مناطق في الراشدين والمنصورة ومحيط خان العسل بريف حلب، ومناطق في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، ومحاور ريف حماة الشمالي الغربي وريف اللاذقية، بنحو 400 ضربة.
الدفاع المدني السوري، ذكر من جانبه، ان ثلاثة مدنيين قتلوا الاحد، وأصيب وجرح آخرون، وذلك بعد يوم من توثيق مقتل مدنيين اثنين واصابة العشرات بينهم أطفال وسيدة، من عائلة واحدة، بالإضافة لدمار كبير في المنازل نتيجة قصف الطائرات الحربية الروسية المناطق السكنية في ريف إدلب الجنوبي، موثقاً استهداف 13 منطقة.
«النصرة»
من جانب آخر، كشف مصدر عسكري في «هيئة تحرير الشام» لشبكة «إباء» التابعة للهيئة، عن مقتل أكثر من 9 عناصر لقوات النظام السوري خلال اليومين الفائتين، في المواجهات الفصائل الجهادية.
وحسب المصدر، فإن سرية (م.د) التابعة لـ «هيئة تحرير الشام» قتلت 6 عناصر من قوات النظام وجرحت آخرين، باستهداف خيمتهم بصاروخ موجه على محور «ميدان غزال» بريف حماة الغربي، كما استهدفوا مواقع النظام في ريف إدلب الشرقي بصواريخ الغراد، وفي ريف إدلب الجنوبي تعرض النظام لقصف بصواريخ الفيل.
وأشار المصدر إلى أن فوج المدفعية والصواريخ قصف تلة «البركان» شمال اللاذقية بصواريخ الفيل، وسط حالة ذعر في صفوف قوات النظام، ولفت إلى ان سرية (م.د) استهدفت دشمة للنظام على جبهة «السوق» المحلية غربي حلب، بالتزامن مع استهداف فوج المدفعية مواقع النظام غرب حلب بالرشاشات الثقيلة.
وأوضح أن القوات الخاصة شنت عملية على نقطة للنظام قرب تلال «الكبينة» في ريف اللاذقية أسفرت عن مقتل 4 عناصر وجرح 5 آخرين، مشيراً إلى ان عمليات «تحرير الشام المتسارعة تأتي رداً على مجزرة مخيم «قاح» والمجازر التي يرتكبها النظام وروسيا بحق الأهالي في المناطق المحررة.
المصدر: القدس العربي