هبة محمد
أدانت الأمم المتحدة الأربعاء، القصف الجوي الذي يشنه النظام السوري، وروسيا، في إدلب شمال غربي سوريا. وقالت كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا نجاة رشدي «رغم التأكيدات المتكررة بأن الأطراف المتحاربة تضرب أهدافًا عسكرية مشروعة فقط، فإن الهجمات على المرافق الصحية والتعليمية متواصلة».
وأوضـحت، فـي بيـان إدانـة «التـكثيف الأخير للأعمال العدائية شـمال غربي سوريا، لا سـيما القصف الجوي والاستخدام المبالغ فيه للبراميل المتفجرة، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال».
ودعت المسؤولة الأممية، إلى «الوقف الفوري للتصعيد»، وحثت جميع الأطراف على «احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الالتزام بضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية». وتابعت «لا يمكن أن تتجاوز عمليات مكافحة الإرهاب مسؤوليات حماية المدنيين، كما يتعين ضمـان وصـول إنساني آمن ومتواصل ودون عوائق إلى المدنيين، والسماح للأمم المتحـدة وشركائـها بمواصـلة الاضـطلاع بعملهم الحاسم عبر شمال سوريا».
وقتل أكثر من 1300 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد، منذ 17 سبتمبر/ أيلول 2018. كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية.
ويعتبر مراقبون ان تعاظم التصعيد على إدلب والأرياف الملاصقة بها شمال غربي سوريا، مرده إلى ادراك اللاعب الروسي بضرورة التلويح بالعمل العسكري كورقة ضغط لتحصيل تنازلات من الجانب التركي ومن المعارضة السورية، فضلاً عن اختباره المجتمع الدولي، لتقدير حدود التصعيد الروسي الممكن به، غير متجاهل القيود المركبة على موسكو والتي تعقد حساباتها فيما يتعلق بشن عملية عسكرية كبيرة على إدلب، وأمام هذه القيود، يبدو من الطبيعي أن تلجأ موسكو إلى عمليات القصف كنوع من ممارسة الضغوط.
خبراء ومراقبون فسروا لجوء موسكو إلى زيادة التصعيد جاء عقب فشل أطراف ثلاثي استانة بخصوص التوصل إلى آلية تعامل محددة مع مسألة إدلب، حيث اعتبر المتحدث لـ «القدس العربي» أن موسكو «تختبر رد الفعل التركي وكذلك الغربي بخصوص إدلب» مضيفاً «شهدنا الأربعاء انخفاض وتيرة القصف مقارنة بالأيام السابقة، مما قد يفسر إما أن عمليات القصف كانت اختباراً لجبهات المعارضة ومدى تحصينها أو للموقف التركي أو إتاحة لجهود دبلوماسية تفاوضية لحل مسألة إدلب».
وقتل أول أمس 24 مدنياً بينهم 8 نساء و 6 أطفال وأصيب 22 آخرون بينهم 5 أطفال و 4 نساء، خلال ثلاث مجازر في ريف إدلب، نتيجة قصف الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام السوري على قرى وبلدات تلمنس ومعصران وبداما بريف إدلب الشرقي والغربي.
مدير فرق الخوذ البيضاء في ادلب، وثق خلال حديثه مع «القدس العربي» استهداف 23 منطقة بنحو 52 غارة جوية 24 منها بفعل الطيران الحربي الروسي، و 30 برميلاً ألقاها الطيران المروحي التابع لقوات الأسـد.
ونتيجة للقصف المكثف، علّق المجمع التربوي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، أمس الثلاثاء، دوام كافة المدارس والروضات التابعة له على خلفية القصف الجوي والصاروخي.
من جانبه اعتبر الائتلاف السوري القوات الروسية «قوات احتلال» ساعدتها «المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري على تنفيذ حملة عدوانية وإرهابية ضد الشعب السوري. وقال الائتلاف في بيان له، ان الشعب السوري يواجه هجوماً منفلتاً ترتكب فيه الجرائم والمجازر بكل الوسائل، بما فيها القصف الجوي والمدفعي والبراميل المتفجرة التي تستهدف المشافي والأسواق والمدارس والمساجد، دون أن يحرك العالم ساكناً، ودون أي ضغوط دولية على المجرمين.
من جهة أخرى أفاد مصدر مطلع أمس الاربعاء بمقتل تسعة أشخاص، على الأقل، في انفجارين ضربا ريفي الحسكة والرقة في شمال شرق سوريا .وقال المصدر، إن أربعة اشخاص، بينهم طفلان وسيدة، لقوا حتفهم جراء انفجـار لغم عـند بـوابة تل أبيـض الحـدودية مع تركيا، شمالي مدينة الرقة. وعلى صـعيد متصل، أشار المرصد إلى مقـتل خمسـة أشخاص جـراء انفـجار سيارة مفخخة ببلـدة المبروكة في ريـف مـدينة رأس العـين، شمال مدينة الحسكة، لافتاً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود ما لا يقل عن 10 جرحى حالتهم خطيرة وتسيطر فصائل الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من الجيش التركي على رأس العين وريفها الجنوبي والغربي منذ منتصف نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
المصدر: القدس العربي