د_ حسين عتوم
على لسان إحدى أمهاتنا في الشمال السوري توقظ ابنها للإسراع بالنزوح
قُمْ يا حبيبي
قد حان ذيّاكَ الرحيلْ
قم يا بُنيّْ
من ذلك النوم الثقيلْ
ما عاد متَّسَعٌ هنا
للمُسْتراح أو المَقيلْ
أسرعْ بُنيّْ ..
فلدينا مشوارٌ طويلْ
ما بالُ وجهكَ شاحباً !
شعَّ الجمالُ على الجميل
ما بالُ جسمك ساكناً !
مسترخياً .. بل بارداً !!
ماذا جرى؟
لا مستحيل!
هيّا ارتعشْ مثل ارتعاشك من قليل !
قمْ ، قلتُ لكْ !
إنْ لم تقمْ ففؤادُ أمكَ لن يقومْ
لا لن يقومْ
إنْ لمْ تردْ هذا الرحيل ..
حسناً سنبقى ها هنا
مثل النخيل
لكنَّ شرطي أن تقومْ !
لا .. لا تقلْ لي مستحيل !
يا قلبَ قلبي كيف بي ؟
أقوى على موت الأصيل
يا نور عيني كيف لي ؟
بوداع بسمتك التي تروي الغليل
يا صهوتي في رحلتي
يا دمعةَ الطّرف الكحيل
إنّ الأصائلَ شامةٌ بين الخيول
لا زال صوتكَ داخلي
مثل الصهيل
هلّا انتظرتَ دقيقةً ..
أو لحظةً قبل الرحيل
كنّا رحلنا كالنّجوم
و معاً يُوارينا الأفولْ