منجد الباشا
عشرات المجازر. وتسع سنوات من الزمن…ولازال الشعب يتقدم. بانياس.. الحولة.. ساعة حمص. اللطامنة. مجزرة النهر الحلبية. دوما. الغوطة. خان شيخون… وغيرها جميعا.. ان هي الا تعبير عن.. كبرياء شعب لازال يزحف نحو اهدافه.. غير آبه .. يبحث عن النصر.. يتعامل مع المستحيل.. يقطع مع من خان ثورته..من نخبه ومثقفيه.. ويبحث عن
نخب ثورية تمثله….بالرغم من تكرار المشهد المتوحش والمرعب الذي نستحضره كل عام تحت مسمى الذكرى..ومن بشاعة ورهبة والم صور اهلنا وابنائنا واطفالنا..وهم يلفظون الانفاس الاخيرة تحت مقصلة وكابوس الذبح الهمجي…المجازر المدماة…وبالرغم من احاسيس. ومشاعر الرغبة بالانتقام والاستعداد للقيام برد فعل ..يقلب المعادلة.. انتقاما. وانتصارا.. وبالرغم من السأم من فكرة التكرار التي نمارسها….بالرغم من كل ذلك…لازال ..
التكرار سيد الموقف..ولا زال الواقع المستعاد سيد المرحلة. لإحياء ما اصطلحنا على تسميته بالذكرى…فلا توقف للنزف..ولا توقف للتكرار ..ولا انتقام يتحقق ..ولا انتصار يعلن….ولكننا..
وفي المقلب الاخر…لا زلنا نرى فينا وبيننا…من يصنع المثابرة والمتابعة والتطلع نحو المستقبل ..ويبحث عن ادوات ووسائل جديدة…تمارس الاستمرار والدفع تجاه مواقف الصمود والمقاومة…وعدم التسليم بالهزيمة والانكسار….لقد كان للانتصارات الميدانية الاخيرة في الشمال المحرر التي حققها الاسد العميل من خلال الدعم الذي قدمه له سيده الروسي والايراني…..مبررات ضاغطة ..لكي يعلن شعبنا التسليم والقبول بشروط القتلة والمحتلين …
وهي المعادلة التي طالما راهن عليها اعداء الثورة والشعب…الا ان ذلك لم ولن يحدث….
وبالرغم من تعقيدات الموقف الاقليمي والدولي في ساحتنا السورية وفي العالم..لا زال في المقلب الاخر لثورتنا ولحال شعبنا…من يعمل بكل كبرياء وشموخ واناة وصبر.. على الاستمرار في عملية الفرز والقطع مع كل رموز المعارضة والنخب التي خانت ثورته وقبلت ان تحتضن عطبها وان تتماهى مع خيوط اللعبة القذرة التي تتسيدها مافيات المال والمخابرات الدولية والعالمية.. وتوغل في تنفيذ مخططاتها..ضد شعبنا وامتنا…حتى يومنا هذا…ولازال في شعبنا من يعمل على ترتيب الصفوف…وانتاج نخب جديدة سياسية وثقافية…تنبثق من ثنايا مقوماته ومكوناته…تحمل همه الثوري وتنطق باسمه بكل صدق وشرف..وتتعهد بالموت والاستشهاد في سبيل تنفيذ وتحقيق كل ما يعبر عن تطلعاته واماله واحلامه…لقد اثبتت الثورة ولازالت ان شعبنا المكلوم والمنكوب تمكن بكل عفوية وتلقائيه ان يكشف الزيف الذي مارسته نخبه بحقه وحق ثورته واحلامه والاثمان التي دفعها في سبيل ذلك..وستثبت كذلك ايضا… ان هذا الشعب من خلال بوصلته الثورية سيتمكن من انتاج نخب تمثله…ولأول مرة في تاريخه المعاصر…رغما عن الاستبداد والقمع والدكتاتورية التي هيمنت على وجوده تاريخيا…فها هي تسريبات من هنا وهناك تومئ الى امكانية ازاحة رأس العصابة وتنصيب من يراه ارباب اللعبة ممثلا لمصالحها وامينا لمخططاتها لآماد قد تطول اكثر مما طالت اماد العهود المنقضية….
لكن … ايماننا بالتاريخ واحكامه ومهما كانت نوعية المتغيرات والمحددات المادية والموضوعية التي تفرضها مقتضيات التطور والتقدم التقني والحضاري…تجعلنا ننحاز الى قرارات الشعوب التي ثبت انها تمثل الحق المطلق…وتجعلنا…نطمئن. ان شعبنا سينتصر لامحالة.