بسام شلبي
انا ورامي مخلوف تخرجنا في نفس القائمة من جامعة دمشق كلية الهندسة المدنية قسم الهندسة الجيوتكنيكية الدورة التكميلية عام ١٩٩٢.
وانا كان ترتيبي الاول في القسم بينما كان ترتيب م رامي بعد العشرين رغم ان الاسئلة المحلولة كانت تأتي الى طاولته على ورقة خارجية في الامتحانات على مرأى عيني
وكنت متعجبا كم كان قنوعا في العلم! فيزهد بالدرجات ولا يكتب إلا ما يكفيه للنجاح.. حتى في بعض الاحيان كان يكسل عن الكتابة التي كان يقوم بها مرافق معه في قاعة الامتحان على مرأى عيني وعيون المراقبين ايضا..
ومنذ ذلك التاريخ الى اليوم وأنا اعمل دون انقطاع ما لا يقل عن اثنا عشر ساعة في اليوم ستة ايام في الاسبوع، عشر سنوات في سورية وثمانية عشر عاما في الكويت..
ولا اقول: سوى الحمد لله انني لم اتجاوز المستوى الطبيعي للطبقة الوسطى في سورية (التي تكافح في سبيل تعليم ابناءها تعليما جيدا وتأمين احتياجاتهم الآنية ونذرا يسيرا لاحتياجاتهم المستقبلية.) وهي الطبقة التي قلصها النظام السوري الى أدني حدودها في حربه الشعواء وخلال فترة الشفط المنظم للثروة الوطنية طوال عقود..
وكنت أتساءل ماذا كان ينقصني كي اسبقه في الحياة العملية كما كنت سابقه في الكلية؟
ولكن عندما قرأت منشوره أمس اكتشفت ان ما كان ينقصني عنه هو الايمان.