هبة محمد
استهدفت طائرة يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، الجمعة، مواقع للميليشيات المحلية والأجنبية التابعة لإيران شرقي سورية، وذلك تزامناً مع تفجير استهدف رتلاً للقوات الأمريكية بعبوة ناسفة في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، بدون وقوع إصابات.
وقالت مصادر متطابقة، إن مجهولين فجروا عبوة ناسفة أثناء مرور رتل للقوات الأمريكية أمام محطة للوقود (كازية عيسى العصمان) في بلدة الصبحة التابعة لمدينة البصيرة، شمال الطريق الدولي «دير الزور- الحدود العراقية». الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية نوار أوليفر أكد أن التفجير وقع بالقرب من الرتل الأمريكي، بدون إعطاء المزيد من أية تفاصيل تتعلق بالتفجير.
ولكن الأمر المثير للانتباه ليس فقط الاستهداف، وإنما توقيت الاستهداف، من وجهة نظر المتحدث لـ»القدس العربي»، حيث ربط الخبير، بين التفجير والتنافس الأمريكي – الروسي على المنطقة الأغنى في سوريا، إذ أنه لم يستبعد أن تلجأ موسكو إلى أذرعها المحلية في مثل هذا النوع من الاستفزازات.
وأوضح الخبير «أن هذه المفخخة جاءت بعد سلسلة من المناوشات بين الأرتال الروسية والأمريكية، ومحاولات روسية عديدة للتقرب من الجهات المحلية حاملة رسالة بأنها سوف تهتم بالمناطق التي تخلى عنها الامريكان» معتبراً أن «أصابع الاتهام سوف تشير إلى الروس وذلك عن طريق استخدام علاقاتها المحلية الجديدة». ولكن يبقى الأمر رهن التصريح الرسمي الأمريكي حول الحادثة والذي سوف يوضح تفاصيل. وتقع بلدة الصبحة إلى الشرق من مدينة دير الزور بنحو 35 كيلومتراً، وتسكنها عشائر من قبيلة العكيدات العربية.
مصادر روسية قالت إن المعلومات تشير إلى عدم وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية ولا في صفوف مسلحي تنظيم «قسد» المتعاون معها، ممن كانوا يرافقون الرتل على سبيل الحماية.
وفي سياق منفصل، استهدف مجهولون بعبوات ناسفة سيارة تقل مسلحين من تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأمريكي في بلدة ذيبان شرقي دير الزور، وأخرى للتنظيم على طريق مطار الطبقة بريف الرقة الجنوبي، أسفر عن مقتل مسلح وإصابة 3 آخرين.
وفي دير الزور، قالت مصادر مطلعة إن طائرة يعتقد أنها تابعة للتحالف حلقت لأكثر من ساعة فوق مناطق سيطرة النظام السوري بريف دير الزور. وحسب وكالة الأناضول التركية فإن الطائرة استهدفت عدداً من المقرات لمجموعات تابعة لإيران في بادية مدينة الميادين، مشيرة إلى أن القصف لم يسفر عن سقوط قتلى جراء إخلاء المقرات من العناصر قبل استهدافها. وأضافت أن نتائج القصف اقتصرت على إصابة بعض العناصر بجروح، وأضرار في مادية في المقرات المستهدفة، فيما طوقت المجموعات التابعة لإيران النقاط المستهدفة وما حولها في أعقاب القصف. وتتعرض نقاط ومقرات الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور وريفها لقصف متكرر من قبل طائرات التحالف وطائرات إسرائيلية، حيث يتواجد آلاف العناصر التابعين لتلك المجموعات، وأبرزها الحرس الثوري الإيراني، ولواء القدس.
انتقالاً إلى الشمال السوري، فقد هزت خمسة انفجارات مواقع لقوات النظام في مدينة كفرنبل جنوبي إدلب، جراء قصف قوات المعارضة بالمدفعية الثقيلة، وذلك رداً على مواصلة قوات النظام خرق اتفاق التهدئة المبرم بين الرئيسين التركي والروسي، حيث قصفت الأخيرة بلدات سفوهن وكفرعويد والفطيرة وفليفل في جبل الزاوية في ريف إدلب. وقالت مصادر محلية إن خمسة انفجارات ضخمة هزت مدينة كفرنبل جراء استهداف قوات المعارضة مواقع النظام، حيث قتل جندي لقوات النظام بمحيط مدينة كفرنبل، كما دمرت آلية عسكرية.
وتجدد القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على مناطق في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وتركز القصف على كنصفرة ومحطيها، ووثق المرصد السوري، مقتل مدني نتيجة قصف صاروخي نفذته قوات النظام على أطراف قرية القاهرة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، حيث كان المواطن يعمل على قطاف أزهار الشفلح «القبار».
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات النظام استهدفت بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، بلدات «الفطيرة وسفوهن» في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، بنحو 35 قذيفة صاروخية مناطق في عقب ذلك قامت الفصائل والقوات التركية بقصف مناطق في كفرنبل الخاضعة لسيطرة النظام السوري. كما تعرضت أماكن منطقة العنكاوي في سهل الغاب، لقصف صاروخي مكثف حسب المصدر الذي أكد أن قصف فصائل المعارضة السورية على مواقع قوات النظام، أسفر عن سقوط خسائر بشرية ومادية في صفوف هذه الأخيرة.
في غضون قصفت قوات النظام بالمدفعية محاور تلال كبانة في جبل الأكراد، في ريف اللاذقية الشمالي، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة. وقال فريق «منسقو استجابة سوريا» ان إحلال التهدئة في شمال غربي سوريا، يمكن تحقيقه فقط في حال إيقاف خروقات النظام السوري لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في الخامس من آذار 2020 مؤكداً أن خروقات قوات النظام تجاوزت أكثر من 1044 خرقاً للاتفاق وبتدخل واضح من الطائرات الحربية الروسية، وسيطرة النظام السوري على عشرات القرى والبلدات، الأمر الذي حرم آلاف المدنيين من العودة إلى مناطقهم.
المصدر: «القدس العربي»