استقدمت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مواقعها في بلدة عين عيسى ومحيطها شمالي الرقة لتقوية دفاعاتها في مواجهة فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا والتي تلمح إلى إمكانية بدء عملية عسكرية للسيطرة على البلدة الاستراتيجية على الطريق إم-4 شرقي الفرات.
وتتواصل الاشتباكات بين قسد والفصائل المعارضة في جبهات ريف البلدة الشمالية والغربية وفي عدد من المحاور ونقاط التماس في ريف البلدة، ويتبادل الطرفان القصف بالمدفعية والصواريخ، المواجهات الأعنف بين الجانبين تجري في محاور قرى السلوم والبو راشد ومنطقة المخيم.
وتشارك القواعد العسكرية التركية المنتشرة في ريف تل أبيض في منطقة “نبع السلام” في عمليات القصف والتمهيد الناري للفصائل، وتستهدف بشكل مركز مواقع قسد العسكرية ومرابض النيران المدفعية المنتشرة في محطة الكهرباء جنوبي البلدة وداخل الأحياء الشمالية والغربية وفي أطرافها، والتي تقصف مواقع الفصائل والجيش التركي في ريف تل أبيض وفي قرية صيدا شمالاً.
وقالت مصادر عسكرية في “الجيش الوطني” ل”المدن”، إن “أرتال التعزيزات العسكرية لقسد ما تزال تتدفق نحو منطقة عين عيسى، من القامشلي والرقة وريف دير الزور، وتحتوي على مدافع وراجمات صواريخ ومدرعات وآليات ومعدات ثقيلة تستخدم في التحصين”.
وأشارت المصادر إلى أن “قسد تخشى من خسارة عين عيسى باعتبارها عقدة مواصلات مهمة شرقي الفرات تربط الجزيرة السورية وعين العرب/كوباني وحلب، وتصل أيضاَ مدينة الرقة بمدينة تل أبيض على الحدود السورية التركية”.
وإلى جانب موقعها الجغرافي المهم تمتعت عين عيسى منذ سيطرة قسد عليها في العام 2015 وطرد تنظيم “داعش” منها، باهتمام خاص من ناحية الخدمات والمرافق العامة. وشهدت البلدة توسعاً ونمواً عمرانياً وسكانياً غير مسبوق بعد أن جعلتها قسد مقراً لغالبية إداراتها ومؤسساتها التابعة للإدارة الذاتية.
وقالت مصادر مطلعة في ريف الرقة الشمالي ل”المدن”، إن “خسارة عين عيسى بالنسبة لقسد تعني خسارة التحكم بالطريق إم-4 في ريف الرقة الشمالي وصولاً إلى مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، وبالتالي ستكون منطقتا منبج وعين العرب المحطة التالية بالنسبة للفصائل والجيش التركي في حال تمكنت من السيطرة على عين عيسى”.
وعزّز الانسحاب الأخير للقوات الروسية من نقاط تمركزها في عين عيسى ومحيطها من مخاوف قسد، حيث شهدت المنطقة انسحاباً شبه كامل للقوات الروسية لتعيد تمركزها في “اللواء 93” والذي تتمركز فيه قوات النظام أيضاَ. وشهد ريف عين عيسى الشمالي إنشاء قاعدة عسكرية تركية جديدة بالقرب من قرية صيدا الواقعة تحت سيطرة الفصائل والتي تبعد عن البلدة 2 كلم، وتشهد المنطقة تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع التركية.
ونقلت “إذاعة مشته نور” التابعة ل”قسد” عن نائب الرئاسة المشتركة لمجلس مقاطعة تل أبيض صبري نبو قوله إن “الجنود الروس لم ينسحبوا من القاعدة، وما حصل أنه بعد إصابة طفلين جراء القصف التركي على مركز الناحية، توجه ضباط وجنود روس من القاعدة إلى الأماكن المتضررة، حيث خرج أهالي الناحية في مظاهرة، ورشقوا الجنود الروس بالحجارة، وطالبوهم بتحمل مسؤولياتهم حيال التجاوزات التركية في المنطقة، الأمر الذي أجبر الجنود على مغادرة الموقع، والتوجه نحو أماكنهم في القاعدة القريبة من مركز الناحية”.
نفي قسد لأخبار انسحاب القوات الروسية من عين عيسى هو محاولة لتطمين السكان في البلدة، إذ تسبب تصاعد العمليات العسكرية في محيط عين عيسى خلال اليومين الماضيين بنزوح أعداد كبيرة من الأهالي، وتركزت حركة النزوح في الأحياء الشمالية والغربية القريبة من منطقة الاشتباك.
وتجاوز عدد العائلات النازحة حتى الآن 200 عائلة ووجهة النازحين في الغالب نحو الحسكة والرقة وريفها، ومن المتوقع أن تتواصل حركة النزوح خلال الأيام القادمة في حال استمر التصعيد العسكري بين الجانبين في محيط عين عيسى.
المصدر: المدن