قصفت قوات النظام السوري بعنف مناطق سيطرة المعارضة السورية في منطقة العمليات الممتدة على أرياف إدلب وحماة واللاذقية. وتشهد الجبهات اشتباكات متقطعة بين الطرفين وسط تحليق لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المنطقة.
واستهدف القصف البري السبت، أكثر من 20 قرية وبلدة في جبل الزاوية جنوبي إدلب، بينها بينين وحرش بينين وشنان وبزابور وبليون والبارة والفطيرة وكفر عويد وسفوهن وفليفل، وكانت النيران المدفعية أكثر كثافة على قرى سهل الغاب شمال غربي حماة والتي استهدفت قرى وبلدات القرقور والمشيك وتل واسط والزقوم وأطراف الدقماق وعدداً آخر من المواقع القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام والتي استخدمت في قصفها صواريخ محمولة مضادة للدروع والأهداف المتحركة.
وقصفت الطائرات الحربية الروسية مواقع في منطقة النهر الأبيض بريف جسر الشغور، وطاول القصف الجوي مواقع في جبل الزاوية، ولم تتسبب الغارات بوقوع ضحايا في صفوف المدنيين واقتصرت الأضرار على الماديات في المواقع المستهدفة.
وتحدثت معلومات عن أسر قوات النظام لعدد من مقاتلي فصائل المعارضة في جبهات ريف اللاذقية الشمالي. وتمّت عملية الأسر بعد أن ضلّ المقاتلون طريقهم على طريق اللاذقية. وسبق أن وقع عنصران من فصائل “الجبهة الوطنية” في الأسر لدى قوات النظام بعد أن ضلاّ الطريق أثناء توجههم الى مواقع الرباط على أحد محاور ريف اللاذقية الشمالي.
وقال الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب ناجي مصطفى ل”المدن”، إن “قوات النظام والمليشيات الموالية لها قصفت بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية عدداً كبيراً من القرى والبلدات البعيدة عن خطوط التماس في جبل الزاوية وسهل الغاب بهدف إجبار ما تبقى من السكان على النزوح نحو مناطق شمالي إدلب”.
وأشار مصطفى إلى أن “القصف المكثف من قبل قوات النظام يأتي بعد محاولتها الفاشلة للتقدم في محور العنكاوي في سهل الغاب منتصف الليلة الماضية والتي تم إفشالها من قبل الفصائل التي أوقعت العناصر المتسللة بين قتيل وجريح”.
وأضاف أن “الفصائل ردّت على خرق اتفاق وقف إطلاق النار مستهدفة عدداً من المواقع الحساسة لقوات ومليشيات النظام في الجبهات الجنوبية والشرقية وأوقع القصف إصابات محققة في صفوفها”.
واستقدمت قوات النظام منتصف آذار/مارس، الى منطقة العمليات جنوبي إدلب كتائب متخصصة في سلاحي المدفعية والصواريخ تتبع للفرقتين السابعة والحادية عشرة، وزار العميد محسن اسماعيل سبوع قائد اللواء 60 الذي يتبع “الفرقة 11 مدرعات” منطقة العمليات التي باتت تضم بشكل لافت تشكيلات من قوات النظام التي حلت محل المليشيات الرديفة في أكثر من محور.
المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور قال ل”المدن”: “لاحظنا منذ فترة أن الروس يحاولون الاستغناء عن الميليشيات الرديفة على خطوط المواجهة واستبدالها بقوات الأسد في محاولة لتلميع صورة النظام وإظهاره بأنه يسيطر على الأرض وأن الحياة بدأت تعود الى طبيعتها في مناطق سيطرته من خلال إبعاد الميليشيات غير المنضبطة باتجاه الداخل ومناطق أخرى”.
وأضاف بكور “اليوم كان القصف عنيفاً على مناطق عديدة لكن لم يلاحظ تحرك غير معتاد على الأرض، والقصف والخرق يبدو روتيني بهدف الاشغال الدائم لجبهات المنطقة واستنزاف القوات المرابطة فيها”.
المصدر: المدن