اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري “أحمد مظهر سعدو” أن سوريا تحولت لبلد تتداخل فيه الصراعات والخلافات الدولية ووسيلة للضغط بين الأطراف المختلفة.
وفي لقاء مع وكالة ثقة أجاب على سؤال حول انعكاسات التدخلات الخارجية لكل من تركيا وروسيا على الملف السوري بالقول إنه لاشك في أن الصراعات الدولية والإقليمية تنعكس بالضرورة على واقع المسألة السورية، “حيث تتقاطع المصالح وتتنافر وفق تحرك السياسة والعسكريتاريا في الإقليم، وخارج نطاق الإقليم، وقد لاحظنا مسبقًا كيف كانت الخلافات التركية الروسية في ليبيا تعكس نفسها سلبًا على واقع الناس في إدلب والشمال السوري بشكل عام، ولعل سياسة عض الأصابع هي ما جعلت الحرب في أذربيجان أو ليبيا تترك آثارها دمًا في الواقع السوري”.
وأشار الصحفي السوري إلى السياسة الروسية التي تفعل ذلك في غير مكان من بؤر الجغرافيا السورية المتحركة والتي فيها عوامل جذب وعوامل تنافر بين الحين والآخر، حيث أن “الروس وهم صانعوا الحرب تاريخيًا وليس السلام، ماضون في سياستهم هذه، وهو ما نجده متجسدًا عبر عرقلة مسار اللجنة الدستورية اليوم، وهم قادرون لو أرادوا إحراز خطوات متقدمة في السياق الذي تسير فيه اللجنة الدستورية، ولا يغيب عنا أبدًا ما فعلته روسيا عبر قصف شمال سورية بالقرب من الحدود التركية، في محاولة منها لإرسال رسائل ميدانية مباشرة”.
وحول وقوف تركيا مع أوكرانيا في صراعها مع روسيا وإمكانية انعكاس ذلك على المشهد السوري لم يستبعد “سعدو” قيام الروس بإمطار الواقع في إدلب بالقنابل والصواريخ، كمحاولة منهم للضغط ليس على الأتراك فقط بل الأهم هو الضغط على السياسة الأميركية والأوربية حيث يتحرك حلف الناتو من أجل الوقوف إلى جانب أوكرانيا، وهناك دفع سياسي حثيث لإدخال أوكرانيا في حلف الناتو، و”هو إن حصل فسوف يكون تصعيدًا غربيًا مباشرًا وخطيرًا تجاه روسيا، وهو ما يمكن أن يترك أثره في غير مكان أو بؤرة توتر بينهما في العالم، ومنها بالضرورة القضية السورية التي أضحت ملعبًا دوليًا بامتياز”.
وفي إجابته على سؤال حول أسباب تحول سوريا إلى ساحة انتقام لتركيا وروسيا في تدخلاتهم الخارجية اعتبر “سعدو” أنها “ليست فقط ساحة انتقام، بل هي المكان المهم وصاحب الأولوية لدى الإقليم والغرب، والمصالح الأميركية والروسية والأوربية وتساهم في زيادة أوار الصراع في هذه المنطقة من العالم”.
ورجّح أن ورقة المساعدات الإنسانية التي يلعب بها الروس ومنع فتح معابر جديدة أو الضغط من أجل الإبقاء على معابر إنسانية من طرف النظام السوري فقط، ستكون محط أنظار العالم بينما يقترب موعد تجديد القرار الأممي بفتح المعابر أو التجديد لها بعد مجيء إدارة أميركية جديدة جراء وصول “بايدن” إلى البيت الأبيض.
يذكر أن الخلافات الروسية التركية في ليبيا وأذربيجان وغيرها انعكست سلبا على السوريين في الشمال وإدلب بشكل خاص وفقا لآراء كثير من المحللين ولم يخف الروس استياءهم خلال الأيام الماضية من الدعم العسكري التركي لأوكرانيا وخصوصا فيما يتعلق بطائرات البيرقدار المسيرة التي كبدت الروس أو حلفاءهم خسائر في إدلب وليبيا وأذربيجان.
المصدر: وكالة ثقة