ريان محمد
حاصرت “حركة رجال الكرامة” فرع الأمن العسكري (يتبع لمنظومة مخابرات النظام) في مدينة السويداء جنوب سورية، في حين انتشر مئات المقاتلين التابعين للحركة في شوارع المدينة، على إثر اعتراض حاجز في بلدة عتيل يتبع إلى عصابة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري لعناصر من الحركة.
وأفادت مصادر مطلعة من مدينة السويداء، لـ”العربي الجديد”، بأن عناصر من عصابة راجي فلحوط كانوا يقيمون حاجزاً وسط بلد عتيل على طريق دمشق السويداء، اعترضوا طريق عناصر من حركة رجال الكرامة، الأمر الذي سرعان ما تطور عبر حشد مئات المقاتلين من الحركة في مدينة السويداء، ومن ثم تم إغلاق الطرقات المؤدية إلى فرع الأمن العسكري وسط المدينة، وأقام عناصر الحركة الحواجز في شوارع المدينة الرئيسية، حتى إنه تم إغلاق الطرقات المؤدية إلى فرع أمن الدولة، والفرعان يؤمنان الغطاء للعصابات في السويداء.
ولفتت المصادر إلى أن “أهالي المحافظة يتهمون الجهات الأمنية برعاية العصابات التي يحمل عناصرها بطاقات شخصية أمنية ومهمات أمنية لسياراتهم، وبالرغم من أنه تم قبل نحو شهرين توقيف العمل بتلك البطاقات وربط منحها بمكتب الأمن الوطني، إلا أن هذه العصابات لا تزال تحصل على مهماتها وتعليماتها من رؤساء الأفرع الأمنية، حتى إن متزعمي العصابات في السويداء من فلحوط إلى معتز ورامي مزهر وسليم حميد ومجدي نعيم وغيرهم ممن يثيرون الفوضى ويهددون أمن المجتمع، بدأت الأجهزة الأمنية تعتمد عليهم بعد أن وضعت الحركة حداً لسطوتهم عام 2014”.
من جانبه، قال الناشط ناصر جميل (اسم مستعار لأسباب أمنية)، لـ”العربي الجديد”: “على ما يبدو أن الهدف من تحركات الحركة حالياً هو الضغط على الأمن العسكري مباشرة والنظام عامة، لوضع حد لتعديات العصابات التي تعمل تحت رعايتهما، وإلى الآن هناك محاولات من قبل جهات مقربة من النظام تحاول إقناع الحركة بفك الحصار عن الأفرع الأمنية، وتتنصل من تبنيها فلحوط وعصابات المحافظة، الأمر الذي لا يلاقي أي استجابة لأنه من المعروف رعاية العصابات وتسليمها بطاقات أمنية ووجود علاقات وطيدة مع رئيس شعبة المخابرات العسكرية كفاح الملحم بشكل مباشر”.
ولفت إلى أن “هناك تعاطفاً واسعاً من الأهالي مع تحركات الحركة، متمنين أن تتم متابعة هذه الأعمال إلى أن يتم اجتثاث العصابات التي تهدد الأمن المجتمعي وتسيء إلى سمعة المجتمع، عبر عمليات القتل والسلب والخطف”، مبيناً أن “الحركة إلى اليوم تبذل قصارى جهدها لعدم الدخول في صراعات داخل المحافظة، إلا أن هذا الأمر يبدو أنه قد سمح للعصابات بالتمادي والاعتداء على المجتمع والقوى في المجتمع”.
وكان فلحوط قد أثار خلال الأيام الأخيرة حالة من الذعر في السويداء بعد أن أقام حاجزاً وسط بلدة عتيل، خطف عبره طالباً جامعياً، في حين قامت مجموعة تابعة له بدعم من عصابة معتز ورامي مزهر بخطف مواطن من دكانه وسط السوق في مدينة السويداء، بهدف الضغط على فصيل “قوات مكافحة الإرهاب” لإطلاق سراح عنصر اعترف، عبر فيديو بثته الأخيرة، أنه مكلف من فلحوط بتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قيادات من مكافحة المخدرات.
وتأسست حركة رجال الكرامة على يد الشيخ وحيد البلعوس، وتدخلت في منع النظام وأفرعه الأمنية من اعتقال الشبان ومساندة من يرفض الخدمة الإلزامية. وفي خريف عام 2015 اغتيل الشيخ وحيد البلعوس في تفجير دامٍ، واتهم النظام حينها بالوقوف وراء الاغتيال.
المصدر: العربي الجديد