تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمجموعة من اليهود المتحدرين من أصل سوري، يتناولون العشاء في أحد المطاعم التراثية السورية في دمشق، خلال زيارتهم قادمين من الولايات المتحدة الأميركية.
ولم يكشف الاعلام السوري عن الزيارة، بل روجت لها وسائل اعلام اسرائيلية. فقد نقلت وكالة “أناضول” التركية، عن وسائل إعلام اسرائيلية قولها إن “12 يهودياً أميركياً زاروا العاصمة السورية دمشق، بموافقة النظام السوري وحمايته، وفي محاولة منه للخروج من عزلته وتحسين صورته”. ويتألف هؤلاء من 6 رجال و6 نساء.
وقالت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية إن 12 يهوديا من بروكلين الأميركية يتحدرون من أصول سورية زاروا دمشق خلال الأيام الأخيرة، بعد عقود من رحيلهم. ونقلت القناة عن أحد اليهود الذين زاروا دمشق إن الهدف من زيارتهم في الأساس هو “إجراء فحوصات وعلاج أسنانهم”، كون ذلك “أقل كلفة في سوريا من الولايات المتحدة”. وقال المتحدث نفسه إن السكان رحبوا بهم “بعدما أدركوا من لغتنا أننا يهود سوريون، فتذكرنا الجميع (..) وقمنا بجولات في المتاجر في كل منطقة تقريباً. لقد عرفونا وقالوا لنا أهلاً وسهلاً، هذا بلدكم، لماذا لا تعودون؟ انظروا ماذا حدث للبلد”. وقال إنهم تلقوا طلباً للقاء مسؤولين حكوميين كبار في دمشق، لكنهم رفضوا ذلك، لأنهم لم يرغبوا في أن تتحول زيارتهم إلى زيارة سياسية، وفق المصدر ذاته.
من جانبه، قال روعي كايس، محرر الشؤون العربية في القناة إن “أكثر ما يثير الاهتمام هو موافقة النظام (السوري) على هذه الزيارة، وحتى تشجيعه لها”. وأضاف: “يشجع نظام الأسد خلال العام الأخير، اليهود الأميركيين على زيارة سوريا، ويتعهد بحمايتهم، في محاولة لتحسين صورته والخروج من عزلته”. وقال إن هناك وعوداً أطلقها الأسد خلال الفترة الماضية بإعادة ترميم المعبد اليهودي في حي جوبر، شرقي دمشق. والتقى اليهود الأميركيون خلال زيارتهم إلى دمشق، اليهود الثلاثة المتبقين في سوريا، بحسب المصدر ذاته.
بدورها، قالت صحيفة “ماكور ريشون” العبرية إن النظام السوري أرسل قبل 3 سنوات، دعوة إلى اليهود الأميركيين من أصل سوري لزيارة بلاده. وأضافت: “تلقى اليهود دعوة رسمية من المخابرات السورية لكنهم فضلوا في النهاية عدم الزيارة لاعتبارات شخصية”. وتابعت: “قبل نحو شهر زار وفد آخر من يهود الولايات المتحدة، حلب شمالي سوريا، وتفقدوا المعبد الذي أعادت المعارضة ترميمه بعد الحرب، وتمت الزيارة آنذاك بفضل تصريحات أصدرها الروس”. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجالية السورية بإسرائيل قولها: “هناك اليوم عائلات لرجال أعمال يهود عاشوا في السابق في سوريا، عادوا للعمل في البلاد بجوازات سفر أجنبية. هؤلاء اليهود يعملون بشكل مستمر هناك، بالطبع بموافقة نظام الأسد”.
وبحسب تقارير صحافية، بلغ عدد اليهود الذين عاشوا في سوريا مطلع الخمسينات من القرن الماضي، نحو 30 ألفاً، هاجر معظمهم إلى الاراضي المحتلة بعد حرب 5 يونيو/حزيران 1967.
المصدر: المدن