د- حسين عتوم
يا عالَمي ، ماذا يخطُّ بَناني
و الموتُ و التهجيرُ ينتظراني
سطّرتُ في ذكرى المسيح رسالتي
و قبستُ منها جذوةً لِبياني
و ذرفتُ دمعي عند سورة مريمٍ
لِأذكّرَ الإنسانَ بالإنسانِ ؟
يا ليلةَ الميلاد نحنُ شموعُها
يغتالنا الجلّاد كلَّ ثوانِ
إنّا هنا في معزلٍ عن عَيشكم
نتقاسمُ الأوجاعَ في كتمانِ
و نشدُّ أحجاراً على أحشائنا
نأبى السؤالَ ملطّخاً بهوانِ
و نردُّ أحجاراً تفورُ بحقدها
أقسى من الفولاذ و الصّوّانِ
يا عالَمي ، يكفيكَ منّا أُمّةٌ
وهبوا الحياةَ كرامةً و معانِ
أنتم تُضيؤون الشموعَ و إنّنا
نُعطي الثيابَ لحاجةِ الأكفانِ
الحقدُ أحرقَ كلَّ شيءٍ حولنا
و البردُ يستشري بكلِّ كِيانِ
أنا آسفٌ عن وصف أحوال الرّدى
في عالمٍ بظلامه نشوانِ
و لَرُبما كدّرتُ مطلعَ عامكم
بحقيقةٍ يعنو لها وجداني
حاولتُ ضحكاً مثلكم و تهكُّماً
لكنَّ حالَ أحبّتي أبكاني
و أردتُ أنْ أحكيْ الطرائفَ مثلكم
لكنْ .. شَرِقْتُ بمشهد الأحزانِ
الأرضُ من شرقٍ إلى غربٍ غدتْ
سجناً لأهل الحقّ و العرفانِ
أنا مثلكم ؛ أهوى الحياةَ جميلةً
تخلو من الأكدارِ و الأشجانِ
و أحبّ كالأطفال نسيانَ الأسى
لكنْ تفتَّقَ بالأسى نسياني
يا عالمي ؛ أثبتَّ عاراً مُخجلاً
و خسرتَ في الأخلاق كلَّ رِهانِ
دعني أقلْ مهما حجبتَ ضياءنا
ستظلّ في الظّلماتِ و الخُسرانِ
و متى عرفتَ النّورَ إلا عندنا
ما زالَ أصلُ النور في القرآنِ
عمّا قريبٍ سوف تُدرك آسفاً
أنَّ العداوةَ هشّةَ العيدانِ
هلّا سألتَ الأرضَ ماذا تشتهي ؟
تُنْبيكَ في حزمٍ بغير تواني
الأرضُ كلُّ الأرضِ ترقبُ عودةً
لرسالةٍ عُلْويةِ الألحانِ
و لرحمةٍ تحكي مثالَ محمّدٍ
و عدالةٍ عُمريةِ الإيمانِ