بسام شلبي
إن انسحاب لاعب التنس الكويتي محمد العوضي من مواجهة اللاعب “الإسرائلي” في بطولة دبي للمحترفين، هو موقف مشرف له على الصعيد الشخصي و لعائلته و الشعب العربي في الكويت، حيث أنه وجه صفعة الاستيقاظ للحلم الصهيوني الذي كان منتشيا بما حققه ظاهريا و مرحليا في الإمارات و البحرين على صعيد التطبيع الرسمي و الشعبي.
و لكن من ناحية أخرى، و دون التقليل من أهمية هذا الفعل أو من تضحيات من يقومون بمثله من اللاعبين العرب، حيث أن ذلك يعرضهم لعقوبات قاسية من اتحادات الالعاب و للضغط الإعلامي السلبي عليهم وعلى دولهم..
مع ذلك فإن الاستغلال الإعلامي و السياسي لهذه الوقائع من الجانب العربي ضعيف إلى الدرجة التي أصبحت فيها هذه الافعال مبهمة، و قد توسم بالجبن و السلبية الانسحابية من قبل عالم و جمهور غير ملم بعظمة و أهمية القضية التي ينسحب من أجلها هؤلاء الابطال من المنافسات و المسابقات.. و يعرضون مستقبلهم المهني للخطر و حلمهم للدمار مقابل أن يوصلوا رسائل سامية مغزاها أننا كأمة عربية مازلنا لا نعترف بهذا الكيان الغريب الذي تم زرعه في جسد منطقتنا.. كما أننا لم ننس و لن ننسى و لا يمكن أن نتصالح أو نتسامح مع احتلال أرضنا و تشريد شعبنا.. لنقف مقابل المغتصب باحترام و نتبادل الابتسامات و الصور ونتصافح أو نتعانق بروح رياضية قبل و بعد اللقاء بغض النظر عن النتيجة مثل بقية البشر في الحالة الطبيعية.
إن هذه الرسائل تصل واضحة جلية معبرة و مؤثرة في الجمهور العربي و ربما جزء من العالم الاسلامي أيضا، و تنال نصيبها من الاهتمام و الاحترام..
و لكن خارج هذه الدائرة إما لا تصلها هذه الرسائل أصلا، و هذا رغم سوئه هين أمام الحالة الثانية التي تصل فيها الرسائل معكوسة، و تكرس صورة العربي المهزوم داخليا و خارجيا.. السلبي.. المتزمت.. عديم الروح الانسانية و الرياضية..
إن ذلك يضيع كثيرا من أهمية هذه التضحيات و الافعال، بسبب عدم وجود مشروع سياسي فاعل و عدم وجود مؤسسات إعلامية أو ثقاقية تستطيع توصيل هذه الرسائل بشكلها الصحيح لشرائح واسعة في العالم بلغاتهم و بإطارهم الثقافي الذي يمكن أن يجعلها واضحة و مؤثرة..
و دون ذلك سوف تبقى هذه التضحيات فردية و محدودة التأثير، إن لم تنقلب هجمات مرتدة تسجل في مرمانا و تكرس هزيمتنا.