أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن إيران أعادت طلب ضمانات أميركية بعدم انسحاب أي رئيس مستقبلي من الاتفاق النووي كما حدث مع الرئيس السابق دونالد ترامب سابقاً.
وقالت إن هذه التطورات تترك “واشنطن والعواصم الأوروبية غير متأكدة من إمكانية التوصل إلى اتفاق”، معتبرة أن إيران “أعاقت”الجهود الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي بعد المطالبات الجديدة.
وقال فريق التفاوض الإيراني إنه من بين الأمور الأساسية في الرد الإيراني على المقترح الأوروبي، التأكيد أن الشركات الغربية التي تستثمر في إيران ستتم حمايتها إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية مرة أخرى كما فعلت في عهد ترامب.
كما طرحت إيران آليات في الاتفاق من شأنها أن تسمح لطهران بزيادة أنشطتها النووية بسرعة إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق.
وقال مستشار فريق التفاوض الإيراني سيد محمد ماراندي لشبكة “بي بي سي”، إن “المهم بالنسبة لإيران هو أن هناك تأكيدات بأنه إذا انسحبت الولايات المتحدة فجأة من الصفقة مرة أخرى… فإن ذلك يأتي بثمن”.
وتراجعت إيران عن مطلبين رئيسين في مفاوضات العودة لإحياء الاتفاق النووي وطلبت شرطاً جديداً للتوقيع على الصفقة، هما مطلب شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأميركية، بالإضافة إلى التخلي عن مطالباتها بالضمانات بأن الرئيس الأميركي المستقبلي لن ينسحب من الصفقة كما فعل ترامب سابقاً.
في المقابل، طالبت إيران بشرط جديد يتمثل في تخلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، عن تحقيق مدته ثلاث سنوات في اليورانيوم المخصب في منشآت إيرانية مختلفة، بما في ذلك بعض المواقع التي ترفض طهران السماح لمفتشي الوكالة الأممية بزيارتها، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وكان الاتحاد الأوروبي، منسّق مفاوضات إحياء الاتفاق، قدّم الأسبوع الماضي اقتراح تسوية “نهائياً”، داعياً طهران وواشنطن للرد عليه أملاً بإنجاز مباحثات بدأت قبل عام ونصف عام.
وأكدت إيران، الثلاثاء، أنها ردت على المقترح المقدّم من الاتحاد الأوروبي ضمن جهود إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، في حين أكدت بروكسل أنه يخضع لتشاور بينها وبين الأطراف المعنيين وأبرزهم واشنطن.
إسرائيل تستعد
وفي السياق، يقدّر مسؤولون سياسيون إسرائيليون أن طهران بدأت بالتمهيد للرأي العام الإيراني بإمكانية العودة إلى الاتفاق، رغم أن احتمالات ذلك “ليست مرتفعة”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: “إننا نرصد بالتأكيد اقتراب إيران إلى الاتفاق. وبدأ الإيرانيون بإعداد الجهات الحكومية المختلفة وكذلك الرأي العام لإمكانية التوقيع على الاتفاق. وهذه الخطوة تأتي خلافاً لحقيقة عدم وجود تقارب حقيقي بين مواقف الجانبين. وهناك توتر بينهماً، لكن إجراءات التمهيد تنشئ زخماً وخطاباً أكثر إيجابية باتجاه الاتفاق”.
وأضافت الصحيفة أنه من جهة أخرى، يواجه المستوى السياسي صعوبة في تقدير كيفية تمكن إيران والولايات المتحدة من التفاهم بشأن اختلاف مواقف بينهما حول مواضيع منعت توقيع الاتفاق حتى الآن.
ويكرر الإسرائيليون تحسبّهم من إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقات فتحتها ضد إيران بما يتعلق ببرنامجها النووي، ومن تنازل الولايات المتحدة عن ضمانات بألا تفرض عقوبات اقتصادية على إيران في حال انسحابها من الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقديرات في إسرائيل هي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تعتزم فعلاً إغلاق التحقيق ضد إيران. وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذا الموضوع هو “إحدى نقاط الخلاف المهمة بين مواقف إيران والدول الغربية”.
واعتبر المسؤولون الإسرائيليون أنه “إثر الفجوات الكبيرة الموجودة، فإن التقدير هو أن الأطراف ستضطر إلى تقديم تنازلات في هذين الموضوعين من أجل التوصل لاتفاق”. وأضافوا أن “إسرائيل تنظر إلى الاتفاق الحالي كاتفاق سيئ، وتشدّد أمام شركائها على مخاطر التوقيع عليه. والتكتيك الإيراني المعروف هو المماطلة وكسب الوقت من أجل الحصول على تنازلات أخرى”.
وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين الأربعاء، قولهم إن إيران “تدرس بجدية” التوقيع على الاتفاق النووي، وأن إيران غيرت سياستها في أعقاب تقديم ردها على مسودة الاتحاد الأوروبي.
ويتوقع أن يزور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولتا الولايات المتحدة الأسبوع المقبل من أجل إجراء محادثات حول هذه المسألة.
المصدر: المدن