كشف رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس أن النظام السوري يرفض حتى الآن العودة للمشاركة في الجولة التاسعة لاجتماعات اللجنة الدستورية، وذلك بعد لقاء جمعه مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن.
وقال جاموس للصحافيين، إنه التقى بيدرسن القادم من العاصمة السورية بعد لقاءات مع مسؤولي النظام السوري، موضحاً أن الأخير حاول إقناعهم بالعودة للمشاركة باجتماعات اللجنة الدستورية، إلا أن النظام يصر على ربط مشاركته في اجتماعات الجولة التاسعة بموافقة روسيا على مكان الاجتماع.
وأضاف أن هيئة التفاوض بالمقابل، أكدت للمبعوث الأممي بأنها لن تخضع لابتزازات النظام ولن تقبل بأي حلول سياسية دون التطبيق الصارم والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 2254، مؤكداً أن سويسرا ذلّلت كل العقبات من أجل مشاركة الدبلوماسيين الروس في اجتماعات الجولة التاسعة، قائلاً إن “المشكلة عند موسكو وليست في مكان آخر”.
ولفت إلى أن الاهتمام العالمي بالقضية السورية تراجع بسبب الانشغال بالحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بعقد مؤتمر دولي حول سوريا، لأن مشاركة روسيا وهي إحدى القوى الدولية الفاعلة على الأراضي السورية، غير ممكنة في الوقت الحالي.
وكانت هيئة التفاوض اجتمعت قبل أيام، افتراضياً مع ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر وتركيا وكندا وآخرين عن دول الاتحاد الأوروبي، للبحث بضرورة تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود والاستماع إلى مقترحات قانونية بديلة في حال عدم تجديد قرار مجلس الأمن 2642.
وفي هذا السياق، قال جاموس إن أحد البدائل القانونية المقترحة في حال رفض روسيا تجديد التفويض الأممي بإدخال المساعدات هو اللجوء لإدخالها عبر الحدود خارج موافقة مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى وجود تجارب أخرى حصلت بطريقة مشابهة لفترات محددة ودخلت المساعدات الإنسانية من دون تفويض قانوني من المجلس.
وتطرق إلى الزيارة التي أجراها وفد “جبهة الحرية والسلام” التي تملك ممثلين داخل هيئة التفاوض إلى روسيا، وقال إن لا مشكلة في زيارة أجسام سياسية معارضة إلى روسيا، طالما هي ملتزمة ببيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وأكد أن تعطيل روسيا لعمل اللجنة الدستورية في جنيف هو من أكبر القضايا المؤثرة على القضية السورية، مشدداً على موسكو لا تستطيع وحدها أن تجد الحل في سوريا، وأن الحل يجب أن يكون على طاولة المفاوضات وتحت مظلة الأمم المتحدة والقرارات الدولية.
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية بيير آلان إلشينغر أن بلاده تظهر قدراً كافياً وكبيراً من المرونة عند النظر في طلبات زيارة البلاد من قبل الوفود الروسية، موضحاً أن العقوبات السويسرية ضد روسيا لا تخلق عقبات أمام عمل البعثات الدبلوماسية.
وقال إن سويسرا تبذل جهوداً لضمان عمل جميع الوفود الرسمية الروسية القادمة إلى جنيف في أفضل الظروف بما في ذلك اجتماعات اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا، مضيفاً أن جنيف تنظر في طلبات الدخول الروسية بكل مرونة ممكنة في إطار التشريع الحالي.
المصدر: المدن