هبة محمد
اعتقلت المخابرات الجوية، قائد الميليشيات المحلية التابعة للفرقة الرابعة في وادي بردى في ريف دمشق، على طريق – دمشق السويداء، بينما استأنف أهالي محافظة السويداء جنوب سوريا، احتجاجاتهم المتواصلة منذ مطلع الشهر الجاري، وذلك بعد نحو 15 يوماً من مظاهرات غاضبة نددت بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتدهور المستوى المعيشي، وارتفاع معدلات الفقر، في المحافظة، ما لبثت أن تطورت الأحداث إلى عمليات اقتحام، أحرق خلالها المتظاهرون مبنى المحافظة وسقط جرحى وقتلى.
وخرج الأحد، أهالي بلدة ملح بريف السويداء الشرقي، في وقفة احتجاجية، للأسبوع الثاني على التوالي، حسبما قال المتحدث باسم شبكة أخبار “السويداء 24” ريان معروف، وحملوا لافتات تندد بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وطالبوا فيها بأبسط حقوق الشعب.
وقال معروف لـ “القدس العربي”: تحت شعار “نريد وطناً دافئاً يحتضننا”، تعهد أهالي البلدة إقامة وقفة مماثلة كل يوم أحد، دعماً للحراك الذي تشهده مدينة السويداء، وللتأكيد على المطالب المحقّة للشعب السوري، في الوصول إلى حياة كريمة.
بينما تجددت الدعوات في محافظة السويداء، لاستئناف الحراك الاحتجاجي، والخروج بمظاهرة صامتة، اليوم، في ساحة السير المعروفة باسم ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء.
وقال أحد الناشطين في الحراك، لشبكة “السويداء 24” إنه يجري التحضير لاعتصام صامت لمدة ساعة، من الثانية عشرة حتى الواحدة، ظهر اليوم الاثنين. مشيرًا إلى تكاتف نشطاء المحافظة لتنظيم الاعتصام بشكل حضاري، بهدف منع أي طرف من استغلال الشارع والحراك الاحتجاجي. مؤكدا أن المطالب سياسية واقتصادية واجتماعية تعبّر عن حقوق الشعب السوري المشروعة.
في غضون ذلك، نفذ فرع الأمن العسكري، حملة دهم واعتقالات في بلدة مضايا في ريف دمشق، بينما اعتقلت المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري، الرجل الأول للفرقة الرابعة في وادي بردى بريف العاصمة السورية دمشق، محمد رعد مع والدته، من دون معرفة الأسباب وراء اعتقالهما.
ويتولى رعد مهمة قيادة وتشكيل ميليشيات محلية تتبع للفرقة الرابعة في وادي بردى، بحسب موقع “صوت العاصمة” الإخباري المحلي.
ويعرف محمد رعد بأنه أحد عناصر فصائل المعارضة في بلدة “كفر العواميد” الذين أجروا تسويات في العام 2017، وأصبح الرجل الأول للفرقة الرابعة في المنطقة.
وتلقى رعد أوامر من مكتب من الفرقة الرابعة منتصف تشرين الأول الفائت بتوسيع نشاطه في المنطقة وتشكيل مجموعات جديدة في قرى “دير مقرن ودير قانون وكفير الزيت وسوق وادي بردى”، إضافة للمجموعة التي قام بتشكيلها في العام 2018 عقب خروج فصائل المعارضة إلى الشمال السوري.
واستطاع رعد منذ تلقيه الأوامر تنسيب أكثر من 100 عنصر لصالح الميليشيا التي يقودها، وسط تقديم امتيازات وعروض للشبان وترغيبهم برواتب تصل إلى 225 ألف ليرة سورية ومبالغ إضافية مقابل أيام العمل.
تزامنًا، نفذ فرع الأمن العسكري، حملة دهم واعتقالات في بلدة مضايا بريف دمشق. وقالت مصادر محلية إنّ فرع الأمن العسكري داهم منازل ومحال المدنيين في بلدة مضايا، واعتقل نحو 7 شبان من أبناء البلدة.
وأضافت المصادر أنّ الحملة جاءت على خلفية مقتل عناصر من مجموعة تابعة للأمن العسكري خلال اشتباكات جرت قبل نحو أسبوع مع مجموعة تعمل في التهريب في منطقة وادي الجب بالقرب من الجبل الغربي لبلدة مضايا، مشيرة إلى أنّ الأمن العسكري نصب حواجز مؤقتة على أطراف البلدة وداخلها تقوم بتفتيش المارة وتدقيق ثبوتياتهم، بالتزامن مع تسيير دوريات داخل الأحياء السكنية.
ونفذت دوريات مشتركة بين الأمن العسكري والمخابرات الجوية وفرع الأمن الجنائي معززة بعربات مصفحة وسيارات تحمل رشاشات ثقيلة منتصف تشرين الأول الفائت، حملة دهم واعتقالات مماثلة داخل البلدة بحثاً عن مطلوبين بقضايا أمنية وجنائية وآخرين متخلفين عن الخدمة الإلزامية، على خلفية مهاجمة الأهالي مخفر مضايا عقب اعتقاله أحد أبناء البلدة.
المصدر: «القدس العربي»