تعزيزات جديدة في إدلب… واستمرار التصعيد في منبج
سعيد عبد الرزاق
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده ستواصل جهودها لمنع تدفق النازحين من شمال سوريا من المنبع، عبر مكافحة التنظيمات الإرهابية، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين في تركيا.
وقال إردوغان، في مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة «مجموعة العشرين» في الهند (الأحد)، إن «تركيا استقبلت أكثر من 4 ملايين مظلوم وضحية لجأوا إليها، ومن خلال تطهير شمال سوريا من التنظيمات الإرهابية، وبناء مساكن دائمة في هذه المنطقة بدعم من الدول الشقيقة، وتلبية الاحتياجات في كل مجال من التعليم إلى الأمن، فإننا نزيل الأسباب الرئيسية التي تجبر الناس على الهجرة».
وأشار إلى عودة ما يقرب من 600 ألف سوري إلى بلادهم طوعاً وبأمان، وبطريقة تليق بالكرامة الإنسانية من خلال ما وفرته تركيا من مناخ ومشروعات في وطنهم.
وشنت تركيا 3 عمليات عسكرية في شمال سوريا منذ عام 2016 وحتى عام 2019 سيطرت من خلالها، مع فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لها، على مناطق في غرب وشرق الفرات كانت تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، التي يغلب على تشكيلها «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدها أنقرة ذراعاً سورية لحزب العمال الكردستاني، المصنف لديها «تنظيماً إرهابياً».
كما أقامت تركيا عشرات النقاط العسكرية في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا تتركز غالبيتها في إدلب، بموجب اتفاق بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.
ويشكل الوجود العسكري التركي في شمال سوريا عقبة رئيسية في طريق مسار تطبيع العلاقات مع سوريا، الذي ترعاه روسيا وتشارك فيه إيران، حيث تتمسك دمشق بانسحاب تركيا أولاً، بينما تعد أنقرة وجودها العسكري خطاً أحمر؛ بسبب ما تقول إنها «تهديدات إرهابية» لأمن حدودها وشعبها.
وقال إردوغان: «يجب ضمان عودة النازحين إلى بلدانهم… بتطهير الشمال السوري من الإرهاب نقضي على الأسباب الحقيقية التي تدفع الناس إلى الهجرة من المنبع. ما يقرب من 600 ألف سوري عادوا إلى وطنهم بأمان وطوعاً، ونأمل في أن يرتفع العدد أكثر».
وأطلقت تركيا مشروعاً لبناء منازل ريفية في شمال سوريا، تنفذه منظمات مدنية بتمويل من قطر، يقول إردوغان إنه سيستوعب أكثر من مليون لاجئ من بين 3.4 مليون سوري في تركيا.
قتلى من «حماية الشعب الكردية»
بالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التركية، (الأحد)، مقتل 7 من عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية»، قالت إنهم أطلقوا نيراناً استفزازية على منطقتي عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» الواقعتين بمحافظة حلب، شمال سوريا، والخاضعتين لسيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني».
واستمراراً للتصعيد في منبج، في شرق حلب، نفذت عناصر من فصائل «الجيش الوطني»، بعد منتصف ليل السبت – الأحد، هجوماً ومحاولة تسلل جديدة على نقاط تابعة لـ«مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قسد»، في قريتي الصيادة والدندنية بريف منبج.
واندلعت اشتباكات بين الطرفين، ترافقت مع استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، دون أي تغيير بخريطة مناطق السيطرة لكل من الطرفين، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتشهد محاور في ريف منبج، للأسبوع الثاني تصعيداً لافتاً من هجمات وعمليات تسلل من قبل فصائل «الجيش الوطني» على نقاط تابعة لمجلس منبج العسكري، تترافق مع قصف مدفعي متبادل بين القوات التركية وقوات الجيش السوري المنتشرة في مناطق سيطرة «قسد».
تعزيزات جديدة
في الوقت ذاته، دفع الجيش التركي بتعزيزات جديدة لقواته في إدلب، ودخل رتل عسكري مؤلف من 20 آلية تحمل مواد لوجيستية ومعدات، من معبر «كفر لوسين»، واتجه إلى محاور في البارة وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي؛ لتعزيز النقاط العسكرية التركية المنتشرة ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب، المعروفة بمنطقة «بوتين – إردوغان».
وجاءت التعزيزات بعد أيام من التصعيد الشديد على محاور ضمن المنطقة على مدار أكثر من أسبوعين من جانب القوات السورية، والطيران الحربي الروسي.
المصدر: الشرق الأوسط