يعتقد الكثير منا أن الآخر المختلف عنه، والمفارق لرأيه، وأحياناً المتناقض معه، يشكل جحيماً لا يمكن القبول به، بل يدعو للتضاد والإدانة.. وهي حالة مجتمعية بين الناس وبين الهيئات والمؤسسات في عالمنا العربي وكذلك بين السياسيين، كما أنها انبثاق تفكيري خارج من رحم الواقع المعاش، ومتجذر أحياناً، في كينونة الذات، وضمن تلافيف الفكر السائد للفرد أو الجماعة.. وهؤلاء ممن يتموضعون داخل أتون النسق المجتمعي السائد، لا يدركون أن ” الآخر جزء منا، لا يمكن الانفصال عنه، وهو الأمر الذي يفرض علينا ضرورة الاتحاد مع الآخر” وهذا ما يؤكده علماء الاجتماع والفكر المجتمعي، بل يذهبون فيه إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يؤكدون مع علماء النفس أيضاً أن ” الآخر موجود منذ الأزل، لأننا خلقنا على أجناس مختلفة، مما يعني أن الاختلاف موجود وواقع، ودائماً هناك الآخر الذي يقابل الأنا” ولعل مسألة الرأي و الرأي الآخر وتعدده قد باتت جزءاً لا يتجزأ من ماهية الاندماج المجتمعي، وفعل كامن في الذات الإنسانية، وتلاقح حالات التضاد الفكري لدى البشر، وإذا كان هناك من ما يزال يعاني من قبول الآخر، ويلاطم يمنة أو يسرة دون إمكانية استيعاب أن هناك في المجتمع الأسروي، والمجتمع السياسي الآني من يختلف معه بالرأي، لكنه يبقى على احترامه، واستيعابه، وإذا كان هناك مَنْ ما يزال يعتقد ذلك فإنه بالتأكيد لم يستوعب بعد رأي أساتذة علم النفس الذين يؤكدون دائماً ” أن تعددية الآراء والأفكار والاختلافات لا تمنع من الاندماج، ما دامت المعايير والأسس الواضحة موجودة، وهي التي نستطيع من خلالها أن يحدث اندماجاً بينه وبين الآخر” وحقيقةً فإن ثقافة قبول الآخر باتت على درجة من الأهمية بحيث تؤسس لفكر تنويري منفتح يقبل الآخر، ويتماهى معه، بل يحض عليه إنسانياً ومجتمعياً.. وينسحب إلى ترويج تفكير بحثي ينطلق من فكر امتدادي بعيد المدى يقول ” إن غرس ثقافة قبول الآخر في المجتمع هو حائط الصد القوي ” نعم هو كذلك وما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا الفكر الذي ينهل من معين سراج ذو ديمومة مستقبلية في إنارته لأفق مجتمعي ووضع سياسي يطال بوجوده ما هو أبعد من اللحظة الزمنية الآنية.
سري القدوة حزرت تقارير دولية من صعوبة الأوضاع التي يعيشها السكان في قطاع غزة وقالت عبر بيانات نشرت مؤخرا ان...
Read more