للمجتمع الدولي نقول: ماذا بعد التدمير والإجرام بالأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً والتهجير قسرياً؟! يقول السفير الأمريكي الأسبق في سورية إنّ سياستهم هي ترك الشعوب تتقاتل ويفني بعضها البعض ثم يتدخلون لفرض شروطهم! وأيّ تدخل هذا أيّها السفير, إنه إِجهاز على ما تبقى من الشعب السوري! اليوم وبعد مرور ما يزيد عن سبعة أعوام على انطلاقة ثورة الشعب السوري ودخول عامها الثامن، لَمْ تَدع الأمم المتحدة وجميع ممثليها وسيلةً إلا وجربتها لإخماد تلك الثورة وإعادة تأهيل حكم بشار الأسد أيّ (تبيض) سجله! وأخيراَ نجحت مرامي الأمم المتحدة، فانتصرت على الشعب السوري! وفي مؤتمر بروكسل حول سورية بتاريخ 23-4-2018 حصلت المفوضية الأوروبية على دعم كبير (على الورق) لمسألة اللاجئين السوريين! ووقتها صرحت منسقة الاتحاد الأوروبي ” موغيريني ” بأنّ المؤتمر خطوة لحشد الدعم السياسي لعملية السلام في سورية، وأنّه يجب أن يتوقف القتال في سورية فضلاً عن بدء العملية السياسية، وعلى السوريين أن يقرروا مصيرهم! قالت “موغيريني ” مصيرهم! وهل بقي للسوري الحرّ صوتٌ يُسمع ورأيٌ يُأخذ بهِ؟! إذ منْ يُمثلنا في تلك المؤتمرات / مؤتمرات الخزي والعار ما هم إلا مرتزقة؟! وما أكثر عملاء النظام السوري ضمن الثورة، فكُلٍّ يعمل على شاكلته! وبالرجوع إلى المحور لِنصل إلى باقي خطوات انتصار الأمم المتحدة على الشعب المنكوب، حيث تولى النظام السوري في جنيف رئاسة دورة مؤتمر (نزع السلاح) التابع للأمم المتحدة وذلك وفق الترتيب الأبجدي ومدتها أربعة أسابيع!
وتُعتبر هذه الخطوة التي اتخذتها الأمم المتحدة إهانة واستهتار بدماء الشعب السوري، حيث قدمت نظام الأسد في مؤتمر نزع السلاح على أنّه حاكم شرعي وسلطتُه أخلاقية! شكراً للأمم المتحدة على تلك الهدايا المُقدمة لشهداء سورية ومنكُوبيها ومُهجريها بأن أهَّلتْ القاتل والمجرم لحكم سورية من جديد! إنه تواطئ دولي وتغاضي عربي عن كُلِّ جرائم الأسد، فلن نثق من الآن فصاعداً بكل ما جاءت به المواثيق والقوانين الدولية، لأنّها حبر على ورق ولم تقف عائقاً أمام القوى التنافسية والتصارعية! كم من التقارير رُفعت إلى محكمة الجنايات العليا ضدّ ما ارتكبته آلة الحرب المجرمة السورية، وفي اليوم الأول للثورة، وبشكل دعاوى قضائية بالاستناد على مبادئ القانون الدولي الإنساني؟! وعلمنا أنَّ هذه التقارير المرفوعة لا تُقدم ولا تُؤخر! فالأمن القومي واستراتيجية الدول المتصارعة فوق حرية وكرامة الشعوب! يقول المدير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقيق والتفتيش “هيلل نوير” إنّ رئاسة نظام بشار الأسد لأعمال نزع السلاح العالمي والنووي، شيء مثل وضع المغتصبين في حظيرة مليئة بالنساء ” وما احتجاج بعض الدول الغربية على رئاسة نظام الأسد لمؤتمر نزع السلاح إلّا بروتوكول إنساني أمام الرأي العام!
أظن أنّنا هذه المرة لن نخدع بدبلوماسيتِكُم، فمحاربة الولايات المتحدة لإيران اقتصادياً ماهي إلّا ضربات سوطٍ حتى تصحح اِعوجاجها، وما ادعائها بسحب قواتها من سورية إلا لكسب مال
الخليج واستمراريته، وزبدة القول: إنّ المجتمع الدولي استغل حرب النظام على الشعب في سورية وبالإضافة إلى ظروفها الكارثية والمأساوية ليرسم خارطة مستقبله على أرضها! والشعب السوري ليس غبياً، فقد عرفكم من أيام احتلال إسرائيل لفلسطين، والآن رأينا دوركم السلبي في ثورة سورية!
لقد صدّقنا ما قاله الفلسطينيون لنا يوماً، بأنّكم المارقون الكاذبون! فَلتُمزّق مبادئ القانون الدولي ومعاهدات حقوق الإنسان، لأنها بحاجة إلى حُماة وليس إلى جُناة وغزاة !