في الشام يا شآمي السحنة يكون للنسمة بُعدٌ آخر وللأفق أبعاد ثلاثة ترسو على انتشار واحد من البهاء، لا يعلوها طير في السماء إلّا وله على أرضها عُشٌ وثير.
في الشام يا جنوبيّ الشآمة ترى من الأسماء أجودها ،تعلمك شيئاً وتُخفي عنك أشياء.
في الشام يا جنوبيّ الفؤاد تنتصر الأزهار لربيعها وتحتج الأشجار على خريفها حتى تسقط أوراقها في الخرافة وعربات الاصفرار….
لا تقول ولا تُصرّح لأن صوتها لمّاحٌ عنيد…
في الشام تموت الحروف واقفة، لا كالأشجار وحسب إنما كإناث المها.
في الشام تلبس الأحزان قبعتها البيضاء وخُفّها الصيفي ،تصعد قاسيون لتكون على مستوى جبل يليق بارتفاعها وكبرها ،تحتضن المدينة وتحتفظ بدمعة عزيزة غالية كدمعة الأبطال. هل عرفتها الآن ؟!!
أُراهن أنك لم تعرفها قط ولن…
كيف؟ وأنت لم تخلع قفازك الأبيض ولم تمش تحت زخّ المطر ولم يقهرك وليّ أمرٍ بحقك في الدراسة والتحصيل، ولم تسمع هسيس محماسةٍ يُقلّبُ فيها جدك هيلك وعمرك الطريّ. ولم تهرع يوماً الى الشوارع ترفع روحك على كفيك حرية وصلاة.
خلتك وصلت الى أفق تتسع فيه الرؤية وتضيق العبارة.
أوصدك َ الباب يا شقياً خلفه وفتح الحرفُ دوني بواباته الكبرى إلى أقصاها.
أعتذر عن استقبالك حتى في أحزان قصائدي.
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more