د. مخلص الصيادي
حقا إنه الخطاب الأعظم، والأبلغ، لو أن هناك آذان يسمعون بها، أو قلوب يعقلون بها.
غزة التي فرضت على العدو أن يقبل صاغرا وقف إطلاق النار دون أن يحقق أيا من الأهداف التي برر بها عدوانه المستمر منذ عملية فيضان الأقصى.
غزة العظيمة هذه كانت تقاتل وتواجه وتصمد ليس فقط بالمجاهدين ، وإنما أيضا بالأطفال والنساء والمدنيين الذين أبو أن يغادروا القطاع، فأجهضوا بذلك هدف المعتدي في تهجيرهم. وأمدوا بصمودهم المجاهدين بكل عناصر الصمود، وأثبتوا للعالم أن “الأصيل” صاحب الأرض، والعرض، والايمان، لا يمكن أن يهزم، وأن “الطارئ” والمغتصب واللص والمأجور هو الذي يجري حسابات الربح والخسارة، ويقرر على أساسها البقاء أو الرحيل.
غزة العظيمة بأهلها: أطفالها ومجاهديها وعوائلها، وقفت لوحدها تدافع عن العرب جميعا. وعن المسلمين جميعا، وعن المقدسات جميعا، وعن تاريخنا كله، وتحملت لوحدها المسؤولية، ولم تتوقف عند الخذلان الذي لاقته من الجميع، من جميع النظم، ومن معظم القوى، ومن كل المؤسسات الاقليمية والدولية.
غزة لوحدها ترفع رأسها شموخا، وغيرها يطأطئ رأسه.