دخل النظام السوري درعا وبدأ لأول مرة يقصف مواقع عسكرية للمعارضة السورية في القنيطرة للمرة الاولى منذ سيطرة المعارضة السورية على تلك المناطق فمنذ حصول اللقاء بين نتنياهو وبوتين وكان متوقعا بأن اتفاقا روسيا اسرائيليا حصل من أجل سوريا، ايدي كوهين الاعلامي الاسرائيلي خرج ليؤكد ان اسرائيل لا ترى بديلا للأسد وقالها: اعطونا بديلا للاسد يؤمن أمن الحدود لنتنازل عنه بصراحة، وفي الحقيقة أمام كل هذه التعقيدات المحيطة بالمنطقة حاليا يبقى مؤكدا بأن اي قرار سياسي واجراء يتخد من الدول الكبرى يؤخذ به رأي اسرائيل ويصب في مجمله بمصلحتها وخصوصا ان كان متعلقا بمناطق على الحدود معها.
وهذا ما أوضحه ترامب عندما سأله الصحفي في مؤتمره مع بوتين عن سوريا حول الكرة في سوريا هل هي في ملعب روسيا ام في ملعب أمريكا ليكون جواب ترامب عن السؤال بالتحدث عن أمن إسرائيل كمن يشير لصاحب الكرة .
كلمة اسرائيل ليست فاصلة فقط في الصراع السوري بل هي تتمدد ايضا لليمن والفئة الحاكمة في مصر. ربما سيعتقد البعض انني سأسير مع منظري المؤامرة وأن اسرائيل هي التي تحيك كل شي والعرب هم دائما الضحيه ، نعم اسرائيل تحيك المؤامرات ولا تريد من هذه الامه ان تنهض أو تكون قوية ولكنها في نفس الوقت لم تجد اي محاولات للتصدي ولم تجد اي وعي يقف في وجهها .
الازمة لم تكن فقط ازمة احتلال ومؤمرات بل هي ايضا ازمة وعي منذ انهيار الدولة العثمانية انهار معها الوعي وبدأت المؤامرات كلها تنفذ بنجاح من اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور والتقسيمات بالخليج الى العائلات الحاكمة، وكنت اذكر عندما كنا ندرس اتفاقية سايكس بيكو ونشتمها في مناهجنا الدراسيه كنت أتساءل لماذا نشتمها أليست هي من أسست دولتنا ورسمت حدودها، ولا اريد الغوص بهذة الذكريات وفي العودة لأساس موضوعنا نعم هناك مؤامرات ونعم قررت اسرائيل ان تعيد الحدود للنظام السوري وقرر العالم اليوم دعم النظام السوري للعودة لحالتة السابقة وان حصل به أي تغير سيكون تغير شكلي. نعم هنالك صراع وخلاف مع ايران لكن لا يعني هذا القضاء على نظامها بالنسبة لاسرائيل ومن الممكن ايجاد حلول اخرى الى الآن ستعمل اسرائيل لبلوغ هدفها في سوريا وغير سوريا ولعل افضل ما قامت به الثورات العربية بأنها اسقطت كل الأقنعة وجعلت كل الوجوه مكشوفة لتعرف الشعوب عدوها من صديقها هي مرحلة ازدياد الوعي وانكشاف الحقائق التي ستتبعها الثورات الحقيقية، بعد ان تعرف عدوك جيدا وهدفك جيدا سيكون هناك الكثير من التحركات القادمة في بعض الدول العربية بداية لثورات الجياع وفي بعضها الآخر بداية حركة الوعي الفكري لتكمل بعضها بعضا قد لا يكون ما حصل من سبعة اعوام للآن سوى بداية لما هو قادم بداية ساعدت الشعوب على معرفة أعدائها ورؤية الأمور على حقيقتها فمن يظن ان الربيع العربي قد قتل او فشل فإني اقول له هذه كانت البداية وما سيأتي سيكون أكبر فلقد اقتربنا من نهاية مرحلة الصدمة والوعي وهي المرحلة الاولى ومرحلة الحراك للشعوب العربية الآن ستاتي وستكون اقوى .