لم يقتلوا ميّ بالسكين
بل حجبوا عن عيونها دمشق.
فماتت بنوبة شوق وحنين
ماتت حين وأدوا الغوطة
وعكّرت سنابك خيلهم ماء الفيجة
وذلّوا صخور قاسيون
ولوّثوا لون الياسمين
ماتت مي :
يوم مزّقوا خريطة وطنها ، ورموها أشلاء تترنّح تحت التعذيب .
ماتت ميّ
حين يتّموا سورية الأم
وعبثوا بجدائل شعرها
ولون عينيها
وشوهوا لون بشرتها الورديّة
وتركوها عارية الروح
حافية الأمل ..
ماتت مي
يوم استقدم الطغاة كل ّ الغزاة ليفقؤوا عين صلاح الدين وينبشوا قبر سيف الله المسلول وسيف الدولة وهارون الرشيد
ماتت مي
حين أبصرت وطناً يجوب الصحارى ويقطع البحار بحثا عن أبجديّة الكرامة
ماتت مي
لأنها أيقنت أن الحرية ليست شعاراً يُرفع بل مبدأ ً وقيمة تصنعهما التضحية من أجلهما
ولأنّها رأت أنّ الاحتراق من أجل الحرية خير من حياة الذل بأقفاص العبودية ..
سورية كلّها تقف اليوم على أقدامها في وداع سيدة الفن الرفيع …وسيدة الوطن الذبيح …..
فالرحمة. والسلام على روح غزالة السلام الموءودة…
على روح مي العذراء …!