تعرّى لنا الوقتُ الرذيلُ المماحكُ
ولسنا بنساكٍ بنا القلب حالكُ
وليس الذي يرعى القطيع منزّها
وحوشٌ على الأبواب والكلُّ هالكُ
لقد قطّعتْ أوصالَ جسمٍ موحدٍ
طوائفُ بكتِرْيا بلؤمٍ فواتكُ
نُردُّ إلى وهن وجوٍ مخنّقٍ
تثيرُ بنا الحمى ضِعافا نماحكُ
قتالٌ مع الجرثومِ دون مناعة
وبين خلايا الجسم تبقى المعارك
أخي أيها الانسان دينك جنّة
بها يحضن القربى هلالٌ يضاحكُ
بها زقزقات الفجر تسبيح نشوةٍ
وتُلقى على عشب الوداد الأرائكُ
جداول من شهدٍ قناطير رحمة
على ضفة التقوى شموسٌ تُباركُ
شبابيكُ من نجوى وصفو سرائرٍ
عرائشُ للإيثار سكرى تُشاركُ
سلامٌ هو الإسلام نبع محبةٍ
تفيضُ بماء الحب فيه المسالك
تُدرُ قلوب الخير لهفى لنجدة
فلم يبقَ موجوعٌ وإلا يُداركُ
بهاءٌ وتشجيرُ النفوس بربوة
على سفحها الريان تربو المناسك
كطفلٍ حباه الله أجمل تربة
ففي طينة الأخلاق تصفو العرائك
على وجهه شعّت جواهر حكمة
وصلّت كراماتٌ وقامت ممالك
شروقٌ وغيمات القلوب سواكبٌ
وأزهار إحسانٍ أيادٍ شوابكُ
خفافيشُ قد عاثت بعقر جناننا
غرابيبُ في درب الضياء حوالكُ
فلم يبقَ للرضوان روضٌ وكوثرٌ
شواظٌ وآثامٌ بخبثٍ هواتكُ
فلا عروة وثقى لحبلِ اعتصامنا
ولا كنزُ أخلاق ونسلٌ مباركُ!!
ولن يوقف الأمراض قلبٌ مشوهٌ
ولن ينقذ المبنى معانٍ ركائكُ